أثار خبر محاولة اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جدلًا عالميًا، ففي الوقت الذي اتهمت فيه روسيا، كييف بمحاولة الاغتيال، نفى الرئيس الأوكراني الأمر برمته، فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن واشنطن لا يمكنها التحقق من صحة تقارير استهداف أوكرانيا للرئيس الروسي، مُشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تتعامل مع أي تصريحات صادرة من الكرملين، على أنها تحتوي على قدر كبير من المبالغة.
واعتبر "بلينكن" أن الحرب في أوكرانيا تُمثل خطرًا استراتيجيًا لروسيا، مُؤكدًا مواصلة دعم واشنطن لكييف، مُعربًا عن ثقته بقدرة أوكرانيا على استعادة السيطرة على المزيد من أراضيها.
من جانبه، قال، دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إنه بعد "الهجوم الإرهابي" على الكرملين، لم يتبق أمام موسكو خيارات سوى القضاء على "زيلينسكي وعصابته".
وكتب "مدفيديف" في قناته على تطبيق "تيليجرام": "بعد هجوم اليوم، لم يتبق سوى التحييد الجسدي لزيلينسكي وعصابته، ليسوا بحاجة حتى للتوقيع على استسلام غير مشروط".
لم يُحدث ضجة كبيرة كما كان متوقعًا
ومن جانبه، قال رامي جبر، مُراسل "القاهرة الإخبارية" من واشنطن، إن بيان الكرملين لم يُحدث ضجة كبيرة كما كان متوقعًا، إذ إن الولايات المتحدة تتعامل بعين التشكك والريبة مع كل ما يصدر من أخبار من داخل روسيا.
وأوضح "جبر" أن الصور والفيديو الصادرة في البيان جميعها روسية، وتم بثها من داخل روسيا؛ لذلك واشنطن ليست لديها طريقة للتحقق من صحة هذه القصة، وليست لديها وسيلة للتحقق ما إن كانت هذه المُسيرات بالفعل مُسيرات أوكرانية أم لا.
تابع أن الولايات المتحدة ليس لديها رد فعل متبلور تجاه القصة، إذ إنها تتعامل معها على أنها قصة روسية وليس لديها ما يؤكدها من أي جانب آخر، سواءً كان أوكرانيا أو غير ذلك، ولهذا تعاملت بشكل سطحي مع تلك الرواية.
حادثة مختلقة من روسيا
ذكر مُراسل "القاهرة الإخبارية" أن الإدارة الأمريكية، وإن لم تصرح بهذا بشكل علني إلا أنها ترى أن هذه الحادثة قد تكون مُختلقة من الجانب الروسي؛ حتى تكون ذريعة لمزيد من التصعيد ومزيد من الضربات الانتقامية داخل أوكرانيا على جبهة الحرب ما بين روسيا وأوكرانيا.
وأشار رامي جبر إلى أن البيان الصادر عن الكرملين احتل مرتبة متقدمة ما بين القضايا الأمريكية التي تناولتها وسائل الإعلام في واشنطن، حيث كان هناك اهتمام كبير بهذه القصة، إذ إننا نتحدث عن إعلان محاولة اغتيال رئيس، وهو الرئيس الروسي، وهذا بالتأكيد وجبة دسمة للصحافة أو لوسائل الإعلام الأمريكية للحديث عنها.
الأمم المتحدة تدعو لعدم التصعيد
إلى ذلك دعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، اليوم الأربعاء، روسيا وأوكرانيا، إلى تجنب التصعيد بعد محاولة استهداف الكرملين بطائرة دون طيار.
وقال فرحان حق في بيان له: "لقد اطلعنا على التقارير بشأن البيانات الصادرة عن السلطات الروسية والأوكرانية في هذا الصدد".
وأضاف: "الأمم المتحدة ليست في وضع يسمح لها بتأكيد هذه التقارير. ونكرر بشدة دعوتنا لجميع المعنيين بالامتناع عن أي خطاب أو تصرف قد يؤدي إلى التصعيد".
هجوم على مقر إقامة بوتين
وأمس الأربعاء 3 مايو الجاري، أعلن الكرملين، إسقاط طائرتين مسيرتين أرسلهما نظام كييف، في المنطقة التي تقع فيها الرئاسة الروسية، الأمر الذي أدى إلى سقوط بقايا هذه الطائرات، لافتًا إلى أن الهجوم كان على مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين.
ووصفت الرئاسة الروسية "الكرملين"، في بيان، أن ما حدث كان عملًا إرهابيًا مُخططًا، ومحاولة لاغتيال رئيس الدولة.