حذر الأدميرال جيمس ستافريديس، القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، من أن ذخيرة الولايات المتحدة وأوكرانيا تنفد مع استمرار الحرب مع روسيا، والتي دخلت شهرها الـ15.
وأشار "ستافريديس"، في مقال نشرته بلومبرج، يوم الجمعة، إلى أن روسيا وأوكرانيا تعانيان من نقص الذخيرة والمكونات الإلكترونية والأسلحة الموجهة بدقة والإسمنت في خضم الحرب، إذ يمكن أن يتفاقم النقص بسبب مشاكل في سلسلة التوريد التجارية العالمية، والتي بدأت في الظهور.
من المتوقع أن تشن أوكرانيا هجومًا مضادًا في الربيع ضد روسيا، مع تلقيها مساعدة عسكرية مستمرة من الغرب، بما في ذلك المعدات المتطورة والدبابات والمدفعية.
الغرب يملك المخزونات وروسيا لديها العمالة
وقال "ستافريديس" إنه كان "متوترًا" قبل عقد من الزمن بشأن صراع محتمل مع روسيا، مضيفًا أنه في حين أن الحلفاء الغربيين لديهم ميزة وقدرة في المخزون، فإن لدى روسيا قاعدة صناعية "مختصة"، والكثير من المواد الخام، والعمالة اللازمة للعمل على الآلات في المصانع والمسابك.
تابع: "الاحتياجات الضخمة لأوكرانيا تدفع تحديات توفير المواد للعمليات القتالية إلى مستوى لم أتوقعه، إن الحاجة للمكونات الإلكترونية على وجه الخصوص، لبناء أسلحة دقيقة التوجيه، وطائرات بدون طيار متطورة، وصواريخ كروز مضادة للسفن، وما يسمى بقذائف المدفعية الذكية، آخذة في الازدياد".
وأكد الجنرال الأمريكي أنه على الرغم من تباطؤ الاقتصاد العالمي، فإن الشركات المدنية تتنافس مع الجيوش الغربية على رقائق أشباه الموصلات الحاسمة، لا سيما الرقائق عالية الجودة التي يتم إنتاجها بشكل كبير في تايوان.
الإسمنت منتج آخر أصبح نادرًا، وفقًا لستافريديس، إذ إن إعادة الإعمار مطلوبة في أوكرانيا رغم استمرار الحرب، كما أن الطلب مرتفع في الولايات المتحدة بسبب مشروعات البنية التحتية المقرر تنفيذها، وفقًا لقانون البنية التحتية للحزبين الديمقراطي والجمهوري.
هناك توقعات بأن المنتجات الأخرى قد تنخفض مثل البنادق والصواريخ والذخيرة، خاصة قذائف الهاوتزر، كما حذر ستافريديس من النقص "الحاد" في عمال الذخيرة "المهرة".
نفاد الذخيرة الرئيسية
أضاف القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي: "من بين المخزونات التي نفت كانت قذائف 155 ملم التي ظهرت كذخيرة هجومية رئيسية للأوكرانيين، في حين يعتقد العديد من المحللين أن"أوكرانيا تحرق شهريًا ما يكافئ إنتاج الولايات المتحدة قبل اندلاع الحرب".
تابع: "بينما ستستمر وزارة الدفاع في حماية احتياطياتها الحربية، فإن مستويات التسلح الزائدة، المخزنة لحالات الطوارئ التي تتجاوز الاحتياجات الأساسية لخطط الحرب الأمريكية منخفضة للغاية".
وأكد قائد الناتو أن النقص لم يكن فقط في قذائف هاوتزر، لكن أيضًا في صواريخ هيمارس عالية الأداء.
ووفقًا لـ"ستافريديس"، يتعين على الدول الغربية ضمان الإنتاج التعاقدي "حتى لا تُترك شركات الدفاع ممسكة بذمام الأمور إذا انتهت الحرب فجأة".
وقال: "بينما سيكون هناك بعض الضغوط في سلاسل التوريد التجارية العالمية المحددة (على سبيل المثال، الإلكترونيات ومواد البناء وبعض المعادن)، فإن القدرة الإجمالية للتفوق على الاقتصاد الروسي واضحة، وبافتراض أن الصين ستواصل رفضها لمد بوتين شريان حياة من المواد الحربية، فإن روسيا ستتراجع أكثر فأكثر عن قدرات الإنتاج الغربية".
وأضاف أن "طريقة الحرب الأمريكية الكلاسيكية هذه، التي نجحت في كل من الحرب العالمية الثانية وفي نهاية المطاف في الحرب الباردة، تحافظ على احتمالات نصر الأوكرانيين".