في اشتباكات المدن وحرب الشوارع تنشط الفوضى لبث الرعب في نفوس المواطنين الأبرياء، وهو الأسلوب الذي انتهجته ميليشيا الدعم السريع في السودان.
أبرز عرض تلفزيوني على شاشة "القاهرة الإخبارية" اليوم الخميس محاولات ميليشيا الدعم السريع خلق الفوضى في السودان، خلال الفترة الأخيرة وفي إطار لعبة صناعة الفوضى، شهدت بعض السجون السودانية اضطرابات بدأت باقتحام الميليشيا لعدة سجون كان منها الهدى وسُبا والنساء بمدينة أم درمان.
الاقتحام بحد ذاته لم يكن الهدف، أجبرت الميليشيا بعض أفراد الشرطة على إطلاق سراح النزلاء بعد قتل وجرح بعض التابعين للشرطة إلى جانب تحرير نزلاء سجن كوبر بسبب انقطاع خدمات المياه والكهرباء والإعاشة، وهي أمور تخلق تهديدات إضافية على الأمن في مدينة الخرطوم بعدما بدأ نزلاء سجون أخرى بالمطالبة بإطلاق سراحهم أسوة بما جرى ببعض السجون في ولاية الخرطوم وهو ما يترتب عليه فوضى وانتشار للجرائم، خاصة أن بعض هؤلاء النزلاء منتظرون بموجب جرائم جنائية خطيرة، بحسب بيان للجيش السوداني.
جزء كبير من صناعة الفوضى التي تنفذها ميليشيا الدعم السريع في السودان، ارتداء زي القوات المسلحة والتنقل به في بعض المناطق، وتمارس مع ارتداء ذلك الزي عمليات إجرامية تروع المواطنين وتضر بالسكان، إضافة إلى ارتداء زي القوات المسلحة وأحيانا أفراد الشرطة وممارسة سرقة السيارات لنقل الأغذية وتحويلها لنقل الذخيرة والعتاد العسكري وسرقة بعض ممتلكات المواطنين في محاولة وصفها الجيش السوادني باليائسة لإلصاق هذه الجرائم بالقوات المسلحة.
أمام هذه التصرفات والأفعال غير القانونية وغير المسؤولة، كانت ميليشيا الدعم السريع تتنصل من تلك الأفعال وتحاول إلصاقها بالجيش السوداني في تصريحاتها وبياناتها التي تروج لها، ما دفع بالجيش السوادني للتصريح بشأنها وتوضيح كافة تفاصيلها.
وفي إطار فضح تلك التصرفات وكشفها، كان الجيش السوادني يرسل أكثر من مرة تحذيرات للمواطنين بشأن مزاعم ميليشيا الدعم السريع ويفندها عبر نقاط ينشرها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يحذر المواطنين من الانخداع ببعض ممارسات الميليشيا والتي تلجأ في بعضها إلى ارتداء زي الجيش أو الشرطة.
وفي إطار صناعة الفوضى أيضًا وفي ظل محاولات عدة دول لإجلاء رعاياها في السودان دون خسائر، كانت ميليشيا الدعم السريع بحسب بيانات الجيش السوادني تتعدى على مقرت البعثات الدبلوماسية كما أطلقت النار على السفارة الهندية، كما وصلت بلاغات متعددة من سفارات كوريا وسويسرا وروسيا والمغرب وإسبانيا وإثيوبيا واليمن سوريا بتمركزات للميليشيا بالقرب من مقرات هذه البعثات وتهشيم كاميرات المراقبة الخارجية والخاصة بها، بالإضافة إلى بلاغ من السفير الكوري بطلب إخلاء جوي لأفراد جاليته بسبب هجوم المتمردين على منزله وتحطيم كارفانات الحماية خارج مقرات البعثات، وسبق ذلك تعرض البعثة الفرنسية للاعتداء وإطلاق النار على أحد الفرنسيين ومحاولة اقتحام مقر البعثة وذلك بحسب بيانات للجيش السوداني.
وفي ظل ذلك كله، لم يتوقف نشاط مجموعات القناصة التي نشرها أفراد الميليشيات فوق عدة بنايات، وكان هناك خرق لأكثر من هدنه وافق عليها الجيش السوداني خلال الأيام الماضية، وهي خروقات أدانتها منظمات ودول طالبت باحترام كل هدنة معلنة وافق عليها كل الأطراف، واحترام الممرات الإنسانية في وسط تلك الظروف بالغة الصعوبة على الشعب السوادني.
كان أحد أشكال خروقات الهدنة، مع حدث مع الهدنة الأخيرة والتي من المفترض أن تمتد لـ72 ساعة وكان ذلك الخرق واضحًا في استمرار الميليشيا في تحركاتها العسكرية داخل وخارج العاصمة الخرطوم، ومحاولة احتلال عدة مواقع وتقييد حركة المواطنين، وخلال ساعات اليوم كانت هناك محاولة للهجوم على مقر قيادة منطقة العاصمة المركزية.
ولعل أحد أخطر ما تفعله ميليشيا الدعم السريع، هو اختباء بعض عناصرها في المناطق السكنية وتعريض حياة المواطنين الأبرياء للخطر باتخاذهم كدروع بشرية، في إطار هجماتهم غير المسؤولة، وهو أمر مقلق حذر الجيش السوداني منه أكثر من مرة.