مع تصاعد عنف الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتولي حكومة يمينية تضم وزراء متطرفين بقيادة بنيامين نتنياهو، وبالتزامن مع الاحتجاجات داخل إسرائيل غير المسبوقة والمستمرة ضد تعديل النظام القضائي، حدث تغيير كبير في نظرة الأمريكيين إلى إسرائيل، وظهر هذا التغيير في نتائج استطلاع رأي، استخدم فيه للمرة الأولى أن إسرائيل "كيان يمارس الفصل العنصري"، وهو المصطلح الذي يعد من المحرمات في العديد من دوائر استطلاعات الآراء في الولايات المتحدة الأمريكية، بالرغم من سماعه بشكل متزايد.
وكشف استطلاع عن كيف ينظر الأمريكيون إلى إسرائيل؟ أعده معهد بروكينجز، انقسام بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إذ استمرار انخفاض دعم الديمقراطيين لإسرائيل، فيما ظل الجمهوريون يرونها "كيان ديمقراطي".
السؤال الرئيسي
كان السؤال الرئيسي في استطلاع الرأي الذي أُجري بنظام "إبسوس" التابع لجامعة ميريلاند الأمريكية: "ربما كنتم تتابعون التطورات الأخيرة في إسرائيل والضفة الغربية وغزة. في رأيك، أي مما يلي أقرب إلى وصف الطريقة التي تنظر بها إسرائيل إليك؟"، وكان هناك أربعة خيارات هي: أولا، ديمقراطية نابضة بالحياة، ثانيا، ديمقراطية معيبة، ثالثا، دولة ذات حقوق أقليات مقيدة، رابعا، دولة ذات فصل عنصري.
وجاءت النتائج تحمل تغييرًا في نظرة الأمريكان لإسرائيل، إذ قال 41٪ من الجمهوريين إن إسرائيل "ديمقراطية نابضة بالحياة"، بينما قال 20٪ إنها "كيان فصل عنصري"، فيما اعتبر 44٪ من الديمقراطيين إنها كيان فصل عنصري، و34٪ إنها ديمقراطية معيبة.
مفاجأة على عدة مستويات
أكد تقرير معهد بروكينجز حول نتائج الاستطلاع أنها كانت مفاجأة على عدة مستويات، مشيرًا إلى أن الاستطلاع أُجري في الفترة من 27 مارس إلى 5 أبريل 2023، من بين 1،203 مشاركًا وهامش الخطأ 3.2٪.
وذكر التقرير أن عدد المستجيبين الذين قالوا إنهم لا يعرفون شيئًا مرتفعًا جدًا لهذا النوع من الأسئلة: أكثر من نصف المستجيبين بشكل عام وما يقرب من ثلثي الجمهوريين. كما أكد التقرير أن بين جميع الذين أجابوا على الاستطلاع، فإن نسبة عالية، 31٪، وصفوا إسرائيل بأنها "ديمقراطية معيبة".
وتتوافق هذه النتائج مع استطلاعات رأي أخرى أظهرت تراجع الدعم لإسرائيل بين الديمقراطيين، منها استطلاع أجرته مؤسسة "جالوب" في مارس 2022، وأظهر أن 49٪ من الديمقراطيين يتعاطفون مع الفلسطينيين، مقارنة بـ 38٪ قالوا إنهم يتعاطفون مع الإسرائيليين، وأيضًا استطلاع أجراه مركز "بيو" أول أبريل الجاري، أظهر أن واحدًا فقط من بين كل عشرة ديمقراطيين لديه نظرة إيجابية تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.