ينظم عمال السكك الحديدية في فرنسا، اليوم الخميس، إضرابًا ضمن حالة الرفض المستمر لإصلاحات نظام المعاشات التعاقدية والتي صادق عليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد أن أقره المجلس الدستوري الفرنسي، وسط حالة من غضب النقابات والهيئات العمالية من نظام المعاشات الجديد.
ودعت نقابات شركة السكك الحديدية الوطنية SNCF إلى أن ايكون اليوم الخميس هو "يوم للتعبير عن غضب السكك الحديدية"، بعد أشهر من الإضراب والمعارضة الفاشلة لإصلاحات نظام التقاعد. وقالت في منشور على وسائل التواصل إن المتظاهرين سوف يسيرون من محطة Gare de l'Est إلى مكان مجهول في باريس.
فيما أوضحت وسائل إعلام فرنسية أن النقابات دعت إلى إضراب اليوم الخميس 20، أبريل؛ والجمعة المقبل الموافق 28 أبريل بالإضافة إلى يوم الأول من مايو (عيد العمال)، وأشارت إلى أن هذا ما أُعلن حتى الآن عن الاضطرابات والتظاهرات ضد نظام الإصلاح القضائي.
وقال مشاركون في الإضرابات، لـ"القاهرة الإخبارية"، إن خطة الإضرابات اليوم في السكك الحديدية أن يجري تشغيل أربعة من كل خمسة قطارات محلية، بينما تتأثر القطارات بين المدن بشكل أكبر، إذ يعمل اثنان من كل خمسة قطارات في النهار وفي الليل لا تعمل أي قطارات.
بدء العمل بالقانون في سبتمبر
وصادق ماكرون على مشروع قانون إصلاح نظام المعاشات التقاعدية، السبت الماضي، بعد أن أقر المجلس الدستوري في فرنسا سن التقاعد عند الـ64 عامًا، وذلك رغم الاحتجاجات العنيفة التي اجتاحت شوارع فرنسا لأشهر، ومناقشات حادة في الجمعية الوطنية الفرنسية، كما رفض المجلس الدستوري في فرنسا تنظيم استفتاء لإقرار قانون التقاعد.
وأفاد بيان صادر عن المجلس بأنّ أعضاءه رفضوا عددًا من الجوانب الثانوية في الإصلاح، لكنّهم لم يعترضوا على الإجراء الرئيسي الذي يرفع سنّ التقاعد القانوني من 62 عامًا إلى 64 عامًا.
ويلقى مشروع رفع سن التقاعد في فرنسا معارضة شعبية تدعمها النقابات العمالية بقوة، ومن المقرر أن يبدأ العمل بالقانون الجديد في سبتمبر المقبل.
ماكرون لا يبالي بالاحتجاجات
واستقبل المحتجون الغاضبون من تعديلات في نظام المعاشات، الرئيس الفرنسي بهتافات ولافتات الاستياء وقرع أواني المطبخ ببضعها، أثناء زيارته لمصنع في شرق البلاد أمس الأربعاء. ولم يبال "ماكرون" بمظاهر الاستياء قائلًا "لن تساعد الأواني فرنسا في المضي قدمًا"، بحسب "رويترز".
وظهور الرئيس الفرنسي في موترشولتس بشرق البلاد، هو أول خروج له من العاصمة منذ توقيعه على مشروع قانون نظام المعاشات الذي لا يلقى قبولًا شعبيًا لإطالة سن التقاعد عامين إضافيين. وقال "ماكرون" إنه لا يمكن أن ينصت المجتمع لمن "يصنعون أكثر الضجيج" فحسب، مع سعيه إلى إبراز الجوانب الإيجابية لقانون العمل الفرنسي.