رغم موافقة جميع أطراف النزاع السوداني على إعلان الهدنة لمدة 24 ساعة، أمس الثلاثاء، لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى، بناءً على مقترح من أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، الذي تواصل مع قائدي طرفي النزاع إلا إن هذه الخطوة لم تتحقق وتم اختراق الهدنة مع تزايد عدد الاشتباكات في محيط العاصمة الخرطوم بين قوات الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع.
تطورات ميدانية
وشهد صباح الأربعاء خامس يوم في الأزمة، تجدد الاشتباكات بين القوات المسلحة وميلشيات الدعم السريع في العاصمة السودانية، فيما تحدث شهود عيان عن اندلاع معارك عنيفة بالقرب من مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم.
وأضاف محمد إبراهيم، مراسل "القاهرة الإخبارية" في الخرطوم، أنه تم تجديد المواجهات في محيط القيادة العامة بالخرطوم وسماع دوي انفجار في محيط القيادة العامة، صباح اليوم الأربعاء.
كما تم سماع دوي انفجار في محيط مطار الخرطوم الدولي، إلا إنه تبين أن الانفجار ناجم عن اشتعال خزان لوقود الطائرات أصابته قذيفة مدفعية.
ونقل تلفزيون السودان، اليوم الأربعاء، أن الاشتباكات المستمرة لليوم الخامس على التوالي في أرجاء العاصمة الخرطوم وبعض المناطق والمدن المجاورة، هدفها السيطرة على أهداف حيوية واستراتيجية في البلاد.
وتستمر الاشتباكات بين قوات الجيش السوداني وميلشيات الدعم السريع في الخرطوم ومناطق سودانية أخرى، رغم إعلان الهدنة لمدة 24 ساعة بين الأطراف، وهناك اتهامات متبادلة بين الجيش وميليشيات الدعم السريع بخرق الهدنة.
وذكرت مصادر ميدانية أن قصفًا عنيفًا فجر اليوم، شهدته منطقة كافوري بالخرطوم بحري، إذ يوجد معسكر كبير لميلشيات الدعم السريع، كما وقع قصف عنيف جنوب أم درمان، إذ يوجد معسكر صالحة الخاص بالدعم السريع.
كما أعلن الجيش السوداني سيطرته على مركز ميليشيا الدعم السريع في النيل الأزرق.
أما شمال وشرق وغرب أم درمان، فالأوضاع مستقرة وكذلك شمال مدينة الخرطوم بحري.
أسباب انتهاك الهدنة
وبعد مرور ساعات قليلة من إعلان الهدنة، تم اختراقها بوابل من إطلاق النار في العاصمة الخرطوم، خاصة حول مقر الجيش والقصر الجمهوري، أما المسؤولية عن خرق الهدنة، فجاءت اتهامات متبادلة بين الجيش وميليشيات الدعم السريع بخرق الهدنة.
وأكد الجيش السوداني في بيان له، أن قوات الدعم السريع لم تلتزم بالهدنة وواصلت مناوشاتها في محيط المطار والقيادة العامة.
كما تحدث عن مؤشرات بتورط "أطراف إقليمية ومحلية" في الصراع الدائر بالبلاد.
من جانبه، وجه متحدث باسم ميليشيات الدعم السريع، اتهامات مماثلة لقوات الجيش، متهمًا إياها بخرق الهدوء في عدة مناطق بالخرطوم.
من جانبه، دعا حاكم إقليم دارفور، الأطراف السودانية المتصارعة لضبط النفس ووقف العنف واللجوء للحوار، كما دعت القوى السياسية أطراف النزاع لوقف المعارك واللجوء إلى الحوار.
استغاثة إنسانية
من جانبها، كشفت نقابة أطباء السودان، أمس الثلاثاء، أن 39 مستشفى من أصل 59 في الخرطوم ومحيطها توقفت عن العمل، من بينها 9 مستشفيات تعرضت للقصف و16 تعرضت للإخلاء القسري.
وجاء في تقرير بوضع المستشفيات، بعد 4 أيام من الاشتباكات الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، أنه من أصل 59 مستشفى أساسية في العاصمة والولايات، يوجد 20 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي"، مشيرًا إلى أن بعضها يقدم خدمة إسعافات أولية فقط.
وأشار إلى أن هذه المستشفيات مهددة بالإغلاق أيضًا نتيجة لنقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والتيار المائي والكهربائي.
كما أصدرت نقابة أطباء السودان، أحدث إحصائية لضحايا الاشتباكات في البلاد بعد 5 أيام من الاقتتال بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، أن عدد الوفيات في صفوف المدنيين منذ بدء الاشتباكات ارتفع إلى 174، بينما وصل عدد الجرحى والمصابين إلى 1041 إصابة.
ويقل عدد القتلى عما أعلنه فولكر بيرتس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، الذي قال أمس الثلاثاء، إن عدد القتلى في السودان وصل 185، بينما قدرت مصادر مستقلة عدد القتلى من المدنيين والعسكريين بأكثر من 500 قتيل.
وبحسب بيان نقابة أطباء السودان، فإن حصيلة الضحايا بين المدنيين ليوم الثلاثاء، هي 30 حالة وفاة بين المدنيين، و245 حالة إصابة، من بينها عديد من الحالات غير المستقرة.
ونوهت النقابة إلى أنه يوجد عدد من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذه التقديرات، نظرًا لعدم تمكنها من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.