قالت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، إنه من المرجح أن تصبح البنوك أكثر حذرًا وتشديدًا لقيود الإقراض في أعقاب انهيار بنكين في الآونة الأخيرة، ما قد يلغي حاجة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى مواصلة رفع أسعار الفائدة، وفقًا لوكالة "رويترز".
وأضافت "يلين"، في مقابلة نشرت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية نصفها، اليوم السبت، أن إجراءات السياسة النقدية الرامية لوقف التهديد المنهجي الناجم عن انهيار بنكي "سيليكون فالي" و"سيجنتشر" الشهر الماضي، تسببت في استقرار تدفقات الودائع الخارجة "وصارت الأمور هادئة".
وقالت في المقابلة التي من المقرر إذاعتها غدًا الأحد، إنه من المرجح أن تصبح البنوك أكثر حذرًا إلى حد ما في هذه البيئة، مضيفة: "لقد رأينا بالفعل بعض التشديد في معايير الإقراض في النظام المصرفي قبل تلك الواقعة (انهيار البنكين) وربما يكون هناك المزيد في المستقبل".
وأضافت أن ذلك سيؤدي إلى تقييد الائتمان في الاقتصاد، والذي "يمكن أن يكون بديلًا لمزيد من الزيادات في أسعار الفائدة التي يتعين على البنك المركزي الأمريكي إقرارها".
ولم تظهر بيانات الميزانيات الأسبوعية الصادرة عن المركزي الأمريكي تدهورًا جوهريًا في الإقراض المصرفي، لكنها تظهر أن تدفقات الودائع الخارجة استقرت في الأسبوعين الماضيين مقارنة بالموجة التي أحدثها انهيار بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر.
هيمنة الدولار
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية، لـ شبكة "سي.إن.إن" إن العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة والقيود المفروضة على الصادرات على روسيا تحرم موسكو من المواد اللازمة لحربها في أوكرانيا، وأن سقف سعر برميل النفط الروسي البالغ 60 دولارًا الذي فرضته الدول الغربية يُحوّل فوائض ميزانية موسكو المتوقعة إلى عجز.
وأضافت أن العقوبات والقيود المفروضة على الصادرات أجبرت روسيا على اللجوء إلى إيران وكوريا الشمالية للحصول على عتاد وإمدادات عسكرية، وأن الولايات المتحدة تتخذ خطوات للحد من التهرب من العقوبات.
وأضافت: "لكننا نعتقد أن جيشه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) يعاني بالفعل نقصًا في العتاد الذي يحتاجه في الحرب".
وردًا على سؤال حول ما إن كان بإمكان العقوبات تقويض دور الدولار كعملة احتياطية للعالم، أقرت يلين بالمخاطر المحتملة.
وقالت: "لذلك، هناك خطر عندما نستخدم العقوبات المالية المرتبطة بدور الدولار، والتي بمرور الوقت يمكن أن تقوض هيمنة الدولار، على حد قولك، لكن هذه أداة مهمة جدًا نحاول استخدامها بحكمة".
وأضافت يلين أن العقوبات تكون أكثر فاعلية عند استخدامها بدعم من الحلفاء.
وأشارت إلى أن العقوبات تخلق رغبة من جانب الصين وروسيا وإيران لإيجاد بديل للدولار، لكن هذا "ليس من السهل" تحقيقه بسبب خصائصه الفريدة المتمثلة في كونه مدعومًا بأكثر الأصول أمانًا وسيولة في العالم، وهي سندات الخزانة الأمريكية.