الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ارتداد الأزمة الأوكرانية.. صبر صيني أوشك على النفاد تجاه تايوان

  • مشاركة :
post-title
قوات بحرية صينية

القاهرة الإخبارية - محمد أبوعوف

مع اندلاع الأزمة "الروسية - الأوكرانية"، لم تستغرق الصين وقتًا طويلًا في استخلاص الدروس من تلك الأزمة وتعاملها السياسي مع جزيرة تايوان، وفي ظل التدخلات الأمريكية المستفزة التي قد تدفع صبر بكين إلى الانتهاء خصوصًا بعد انتشار البحرية الأمريكية في المحيط الهادئ ودوله وجزره، بدأت الصين في اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الغرب، بين الحين والآخر تُصعد الصين لهجتها بسبب التدخلات الأجنبية في الجزيرة وكأننا أمام صبر قد اقترب على النهاية. 

رجح خبراء تحدثوا لـ "القاهرة الإخبارية" بأن المواجهة هي الأقرب إلى الصين وتايوان إلَّا أنهم لفتوا إلى أنه يمكن حل الأزمة عن طريق الحلول السلمية واستمرار سياسة الصبر الاستراتيجي التي تسير على دربه الصين في إطار استعداد جميع الأطراف لوضع أطر يتم الاتفاق عليها لحل الأزمة سياسيًا، مؤكدين أن بكين لن تستسلم بسهولة وهذا هو الدرس الأكبر الذي تعلمته الصين.  

الصين وتايوان
عدم استسلام الصين

قال يونج جون، أستاذ زائر بجامعة جورج واشنطن، إنَّ الصين ودول العالم كافة استفادت كثيرًا من الحرب "الروسية - الأوكرانية"، وسوف تستفيد مما يحدث في تايوان إذا خسرت أوكرانيا أراضيها، والصين سوف تتعلم دروسًا سيئة، لأن المجتمع الدولي لن يسمح باحتلال "تايوان" وإذا دخلت تايوان الحرب فعليها أن تعلم بأن الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها من الدول لن تتدخل عسكريًا.

وأوضح "جون" في حديثه لـ "القاهرة الإخبارية"، أنَّ التدخل الإداري في تايوان يمكن أن تتعاطى معه بكين إلَّا أن التجاوزات الأمريكية لا يمكن أن تتحمله، ولا تستسلم الصين بسهولة وهذا هو الدرس الأكبر للصين.

واستبعد "جون" فكرة التقارب الصيني مع دول الاتحاد الأوروبي خصوصًا هذه الفترة لأن الدول الأوروبية تركز على الحرب الأوكرانية، ومن الصعب أن يتحول الموقف إلى حرب عالمية ثالثة، فالحكومة الأمريكية تتخذ خطوات حذرة في ملف تايوان. 

الصين غير مستعدة للخسارة

وفي حديثه مع الإعلامية داليا أبوعميرة، بقناة "القاهرة الإخبارية"، يرى الدكتور بافيل فيلجنها ور المحلل الروسي، أنَّ الأزمة في أوكرانيا عبارة عن حرب دولية و"كييف" لديها محدودية في القوات البرية والبحرية وأي صراع حول "تايوان" سوف يكون في الأساس بحريًا أو جويًا ولا يوجد تشابه بين الصراعين.

وأكد المحلل الروسي أنَّ هناك بعض التشابهات والدروس المستفادة فالصين ليست مستعدة للذهاب إلى أي تطورات داخل "تايوان" ولا سيما في ظل محاولات عودة الحزب الشيوعي إلى الحكم، وبالتالي تايوان تستمتع باستقلالها وبكين غير مستعدة نهائيًا للخسارة في هذا الصراع والصدام ومن المقرر أن تنتظر القرار النهائي.

ولفت إلى أن الصين نوهت في تصريحات سابقة بأنها لن تستخدم الأسلحة النووية، وبالتالي الردع النووي لن يكون الحل الأساسي، لكنها تسعى لأن تكون قوة نووية عالمية في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يمكن استخدامها في تايوان لأنها تعترف بأنها جزء من الأراضي الصينية. 

قوات بحرية صينية
السيناريو العسكري الأقرب

أهم الدروس الأساسية التي استفادت منها الصين من الحرب "الروسية - الأوكرانية" أنها تولدت لديها قناعات بالاستعداد العسكري ضد تايوان، بحسب ما ذكره الدكتور محمد فايز فرحات مدير مركز الأهرام المصري للدراسات، بسبب الإجراءات الاستفزازية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، ما دفعها إلى الاستعداد للسيناريو العسكري، لكنها قد لا تبادر بذلك. 

وفسر "فرحات" في حديثه لـ "القاهرة الإخبارية" ذلك من خلال المناورات التي تجريها الصين المتكررة حول تايوان، أما الدرس الثاني استعدادها لاستقبال عقوبات اقتصادية كبيرة مثلما وقعت أمريكا عقوبات على روسيا جراء السيطرة على الأراضي الأوكرانية، لأن بكين معادلة مهمة في الاقتصاد العالمي. 

وأشار إلى أنَّ الصين تسعى إلى تحويل "اليوان" إلى عملة دولية، وفك الارتباطات مع الاقتصادات الغربية بشكل عام، بالإضافة إلى التوسع في تسوية المعاملات المالية مع عدد كبير من الدول باستخدام العملات المحلية. 

أما الدرس الثالث، محاولات الصين المستمرة في فك الارتباط بين الاقتصادات الأوروبية مع الولايات المتحدة، لأن التماسك أثر بشكل سلبي علي الاقتصاد الروسي، وبالتالي بكين تعمل بشكل حثيث على أن تأخذ القوى الأوروبية مسارًا مستقلًا عن الولايات المتحدة فيما يتعلق بتايوان، ويأتي الدرس الرابع الذي تسير على نهجه الصين بناء القدرات العسكرية بكل أبعادها البحرية والسيبرانية والجوية وخصوصًا القدرات الصاروخية. 

وتوقَّع "فرحات" أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تتجنب المواجهة مع الصين على المدى الصغير، لأن على المدى البعيد فالطرفان يستعدان لتلك المواجهة، خصوصًا واشنطن التي تسعى إلى اختراق منطقة جنوب شرقي آسيا ومنطقة (آسيان) وبناء علاقات عسكرية مع تلك الدول.