أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن انفتاحه على مقترحات أخرى للنقابات العمالية بخصوص تعديلات قانون التقاعد، الذي يثير احتجاجات عمالية واسعة على مستوى البلاد، في حين تواصل النقابات الحشد لاحتجاجات جديدة، عشية إقرار المجلس الدستوري لرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا.
وقال ماكرون إنه سيعقد اجتماعًا مع النقابات بعد قرار المجلس الدستوري لبدء العمل على مقترحات أخرى، وهي مبادرة قالت عنها الكونفدرالية العامة للعمل اليسارية، إنها لن تستمر كثيرًا إذا لم يكن مستعدًا، لمناقشة سحب تعديل نظام التقاعد، وفقًا لـ"رويترز".
لوبان تستغل الاحتجاجات لاستمالة الفرنسيين
وصرحت مارين لوبان، الزعيمة اليمينية المتطرفة، التي تعارض مشروع القانون، لتلفزيون "بي.إف.إم: "لست متفائلة بهذا القدر بشأن قرار المجلس الدستوري.. لكن ماذا تريدون مني أن أفعل؟ أحرق سيارات؟ فقط سنقول للفرنسيين: صوتوا لصالح التجمع الوطني"، في إشارة لحزبها.
وقال مراقبون سياسيون إن الاستياء واسع النطاق إزاء التعديل الذي تسعى إليه الحكومة، قد يكون له تداعيات على مدى أطول، بما في ذلك تعزيز محتمل لليمين المتطرف.
ويرجع ماكرون وحكومته سبب مشروع نظام التقاعد إلى ضرورة حماية نظام المعاشات التقاعدية السخي في فرنسا من الإفلاس.
وتقول النقابات إن هذا يمكن أن يتم بوسائل أخرى، بما في ذلك فرض ضرائب أكبر على الأغنياء، أو إجراء تغييرات أكبر في نظام المعاشات التقاعدية.
حشد للاحتجاجات قبيل إصدار قرار بشأن نظام التقاعد
وقال مسؤول نقابي لرويترز: إن حركة الشحن في نهر الراين تعطلت بعد أن قطع العمال الكهرباء عند باب ممر مائي، بالقرب من الحدود مع ألمانيا وسويسرا وتديره شركة كهرباء فرنسا المملوكة للدولة.
وحثت النقابات العمالية على الخروج إلى الشوارع لإظهار القوة قبل يوم من إصدار المجلس الدستوري قراره، حول ما إذا كان مشروع القانون الذي من شأنه رفع سن التقاعد عامين ليصل 64 عامًا لا يتعارض مع الدستور.
وإذا منح المجلس الضوء الأخضر، ربما مع بعض التحفظات، فسيكون للحكومة الحق في إصدار القانون، على أمل أن يضع هذا في نهاية المطاف نهاية للاحتجاجات، التي تحولت في بعض الأحيان إلى أعمال عنف وأثارت غضبًا واسع النطاق ضد ماكرون.
تعطيل حركة الملاحة إثر الاحتجاجات في شرق فرنسا
واقتحم نشطاء نقابيون مقر مجموعة "إل.في.إم.إتش" للسلع الفاخرة في باريس اليوم الخميس، قائلين إنه ينبغي على الحكومة الفرنسية أن تعلق خططًا لرفع سن التقاعد، وأن تفرض ضرائب أكبر على الأغنياء بدلًا من ذلك.
وفي اليوم الثاني عشر من الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد، أدى الإضراب عن العمل إلى تعطيل أعمال جمع القمامة في باريس وتوقف حركة الملاحة في جزء من نهر الراين في شرق فرنسا.
وقال فابيان فيلدو، عضو نقابة مستخدمي السكك الحديدية "سود ريل"، بينما امتلأ مقر "إل.في.إم.إتش" بالدخان الأحمر "تبحثون عن الأموال لتمويل المعاشات؟ فلتحصلوا عليها من جيوب المليارديرات".