وصل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اليوم الخميس، إلى مدينة مانهاتن للإدلاء بإفادة أمام المدعية العامة لنيويورك ليتيسيا جيمس.
وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشال" المملوكة له: "سأتمكن أخيرًا من إظهار طبيعة الشركة العظيمة الرابحة، القيمة التي بنيتها. في الحقيقة، بها بعض أعظم الأصول العقارية في أي مكان في العالم".
ونجح الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح للرئاسة دونالد ترامب في فرض نفسه على الساحة السياسية والإعلامية على المستوى العالمي، بعد أعوام من خروجه من منصبه داخل البيت الأبيض، وهو الأمر الذي يساهم بصورة كبيرة في الدعاية الانتخابية لترامب، على الرغم من كافة التهم الموجهة له، سواء الجنائية أو الادعائية.
وأصبح ترامب أول رئيس أمريكي سابق أو في السلطة تُوجه إليه اتهامات جنائية وصلت إلى 34 تهمة، وقد يواجه حكمًا بالسجن قدد يصل إلى 4 أعوام، وفق ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".
تحويل المصالح
منذ إعلان ترامب عن عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولا تخلو المواقع الإخبارية اليومية عن نشر أخباره وتعليقاته المستمرة حول القضايا العالمية، وفي الأسبوع الماضي دخل ترامب للمرة الأولى محكمة نيويورك ليستمع إلى قائمة الاتهامات الجنائية الموجهة له والتي وصل عددها إلى 34 تهمة قد تؤدي إحداها إلى السجن لمدة 4 أعوام على حد أقصى.
ونجح ترامب في تحويل الاتهامات الموجهة إليه إلى دعاية تصب في صالحه بصورة كبيرة وهو ما اتضح خلال المؤتمر الإعلامي الذي أقامه ترامب لأنصاره عقب محاكمته في 4 أبريل الجاري، حيث نجح في تحويل دفة كافة الاتهامات الموجهة أنها "كاذبة ومسيسة".
وكان ترامب قد أوضح في بيان له أنه سيجعل المحاكمة جزءًا من حملته، واصفًا إياها بأنها محاولة ديمقراطية لحرمانه من ولاية رئاسية أخرى.
وقال إن "الديمقراطيين فعلوا ما لا يمكن تصوره بتوجيه الاتهام إلى شخص بريء تمامًا، في عمل من أعمال التدخل الصارخ في الانتخابات".
وعلى الرغم من أن ما يتعرض له ترامب من اتهامات جنائية كفيل بإسقاط أي مرشح تقليدي، وكفيل بأن يبعد عنه دعم الملايين من الناخبين، لكن العكس هو ما حصل، حيث زادت التبرعات المالية لحملته الانتخابية، في وقت وسَّع فيه الفارق مع أقرب منافسيه المهتمين بالترشح على بطاقة الحزب الجمهوري.
إلى جانب ذلك، فقد آثرت القيادة الجمهورية في مجلسي الشيوخ والنواب عدم انتقاد ترامب، ولم تطلب منه التنازل عن ترشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة، كما لم يتجرأ أيٌّ من المرشحين المنافسين أو المحتملين لترامب على استغلال فرصة توجيه اتهامات جنائية له، لمهاجمته أو مطالبته بالخروج من السباق.
ووفق صحيفة "نيويورك تايمز" فقد نجح ترامب في جمع نحو 10 مليارات دولار في 4 أيام، كما أنه يتحدث باعتباره ممثل الحزب الجمهوري الذي يتصدر المشهد السياسي الأمريكي.
سبعة أرواح
كذلك نجح ترامب في إحراز تقدم كبير في استطلاعات الرأي الأمريكية، وفي آخر استطلاع أجراه موقع ياهو الإخباري بالتعاون مع خدمة ونيوز-يوجوف، الذي أُجري عقب الإعلان عن اتهامه من قبل هيئة محلفين كبرى في مانهاتن بولاية نيويورك، وحقق ترامب تقدمًا كبيرًا على منافسيه الجمهوريين الحاليين والمحتملين الآخرين لخوض انتخابات 2024.
وتقدم ترامب بفارق 31 نقطة على أقرب منافسيه المحتملين من الحزب الجمهوري، حاكم فلوريدا رون دي سانتيس، فحصل ترامب على 52% من الأصوات، وجاء دي سانتيس في المرتبة الثانية (21%)، تليه السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي (5%)، ثم نائب الرئيس السابق مايك بنس (3%).
ويعتقد الكاتب جيف جرينفيلد، الصحفي والإعلامي الأمريكي الكبير، في تغريدة له على تويتر: "أنه بالنظر إلى تاريخ ترامب ذي "الأرواح السبعة"، لن يكون مفاجئًا إذا رأى نفسه ينتقل من القسم على قول الحقيقة في قاعة المحكمة أمام القاضي وهيئة المحلفين، إلى القسم على تنفيذ الدستور عند تنصيبه أمام مبنى الكابيتول رئيسًا جديدًا للولايات المتحدة."