الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صاروخ كوريا الشمالية يثير الارتباك في هوكايدو اليابانية

  • مشاركة :
post-title
أرشيفية لصاروخ أطلقته كوريا الشمالية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أثار الصاروخ الباليستي الجديد الذي أطلقته كوريا الشمالية، في وقت سابق اليوم الخميس، حالة من الخوف والارتباك في جزيرة هوكايدو شمالى اليابان، وذلك بعد أن حثت حكومة طوكيو سكان شمال منطقة هوكايدو على اللجوء إلى الملاجئ.

وتلقى ملايين الأشخاص في هوكايدو أمرًا بالإجلاء، وقالت الحكومة في تحذيرها "إخلاء فوري. إخلاء فوري"، مطالبة سكان هوكايدو باللجوء إلى مبنى أو ملجأ تحت الأرض، محذرةً من أن الصاروخ من المتوقع أن يهبط حوالي الساعة 8:00 صباحًا بالتوقيت المحلي (11:00 صباحًا بتوقيت جرينتش).

لكن سرعان ما تحول الخوف إلى غضب وارتباك، بعد أن رفعت الحكومة أمر الإخلاء، وسط تقارير إنه جرى إرساله بالخطأ، واستبعد المسؤولون المحليون احتمالية أن يضرب الصاروخ هوكايدو وطوكيو، وتأكد فيما بعد سقوطه خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.

وذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، أن العديد من سكان هوكايدو انتقدوا قرار إرسال الإنذار بالإخلاء من الحكومة اليابانية، وتساءل أحد مستخدمي "تويتر" قائلا: "ما فائدة التحذير من سقوط صاروخ، طالما لا تعرف مكان سقوطه؟"، وأضاف: " في النهاية، لا يخدم ذلك أي غرض سوى غرس الشعور بأن اليابان مستهدفة في نفوس الشعب الياباني، وإخافتهم."

ونقلت "سي. إن. إن" عن مستخدم آخر على تويتر، إنه "حتى لو كان التحذير موثوقا، فلن يكون هناك وقت كافٍ للعثور على مأوى".

ودافع كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو عن رد الحكومة في مؤتمر صحفي في طوكيو يوم الخميس، لكنه اعترف "لم نصحح المعلومات الصادرة عن التحذير".

وقال ماتسونو: " إن الإنذار مناسب بالنظر إلى المعلومات المحدودة المتاحة في ذلك الوقت، وقال إن الحكومة قامت بتحديث حالة التأهب بمجرد أن تقرر أن الصاروخ لن يسقط بالقرب من هوكايدو".

وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مشكلات تتعلق بإطلاق إنذارات الإجلاء في اليابان. في أكتوبر الماضي، اعتذرت اليابان عن خلل في نظام الإنذار المبكر عندما تم إرسال تنبيهات عن طريق الخطأ إلى سكان تسع من بلدات وقرى جزيرة طوكيو. في ذلك الحين، أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا، لكنه لم يمر فوق المجتمعات التي تلقت الإنذارات.

وجاء الإنذار الأخير من الحكومة اليابانية، بعد أن أطلقت كوريا الشمالية ما بدا أنه صاروخ باليستي متوسط أو بعيد المدى من منطقة بالقرب من بيونج يانج.

وذكرت وكالة أنباء "يونهاب"، صباح اليوم الخميس، نقلا عن جيش كوريا الجنوبية، أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا مجهول الهوية باتجاه بحر اليابان.

ويعتقد الجيش الكوري الجنوبي أن بيونج يانج كانت تختبر صاروخًا باليستيًا جديدًا، كشفت عنه في العرض العسكري الأخير، وفق مسؤول كورى جنوبي.

ويمكن أن يكون هذا الصاروخ يعمل بالوقود الصلب، وهو نوع من الصواريخ يمكن إطلاقه بسرعة أكبر والدوران بسهولة أكبر من الصواريخ طويلة المدى التي تعمل بالوقود السائل والتي اختبرتها كوريا الشمالية في الماضي.

وقال المسؤول الكوري الجنوبي، إن هناك احتمال أن تكون كوريا الشمالية تختبر جزءًا من قمر صناعي للاستطلاع، مثل جهاز الاستشعار. وقالت كوريا الشمالية العام الماضي إنها ستنتهي من الاستعدادات لإطلاق قمر صناعي للاستطلاع العسكري بحلول شهر أبريل الجاري.

وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية إن الصاروخ أطلق في مسار مرتفع، وحلق على بعد حوالي ألف كيلومتر. ووصفت الهيئة الإطلاق بأنه "عمل استفزازي خطير"، وحثت بيونج يانج على التوقف فورًا، وأكدت أن إطلاق الصواريخ الباليستية ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي.

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا إن الصاروخ ربما كان نوعًا من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وهو أطول مدى للصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية. وأضاف أن الصاروخ سقط في مياه خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.

ووصف كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، الإطلاق بأنه "عمل شائن يصعد الاستفزازات ضد المجتمع الدولي بأسره. وقال ماتسونو: "سلسلة تحركات كوريا الشمالية، بما في ذلك إطلاقها المتكرر للصواريخ الباليستية، تشكل تهديدًا لليابان والمنطقة والعالم".

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الإطلاق يعد التاسع من قبل كوريا الشمالية لصاروخ باليستي هذا العام، وقد أطلقت بيونج يانج 37 صاروخا باليستيا العام الماضي.