أدلى أكثر من 41 مليون أمريكي بأصواتهم في عملية التصويت المبكر لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكى، ما يتجاوز العدد الإجمالي للأصوات المبكرة في عام 2018، الأمر الذي يعكس حالة الاستقطاب السياسي المتزايدة في الولايات المتحدة.
وشهدت انتخابات التجديد النصفي التي تمت عام 2018 تصويت 39 مليونًا، واعتبرت حينها النسبة الأعلى في التاريخ الأمريكي الحديث، وهذا يعني أن الانتخابات الحالية غير مسبوقة من ناحية التصويت، ووفقًا لإحصاء شبكة" إن. بى. سى" الإخبارية الأمريكية، فإن ما يزيد على 41 مليون أمريكي أدلوا بأصواتهم في الانتخابات في فترة التصويت المبكر، 45 في المئة منهم ديمقراطيون، و35 جمهوريون، و20 في المئة منهم غير مسجلين لدى أي من الحزبين، وأوضحت الشبكة الأمريكية أن هذا التصويت لا يعني بالضرورة أن تلك الأصوات ذهبت إلى هذا الحزب أو ذاك، إنما يشير الإحصاء إلى الانتماء المسجل للمقترعين.
كبار السن هم النسبة الأكبر من المقترعين
واحتل كبار السن ممن هم بعمر 65 عامًا وما فوق، النسبة الأكبر من المقترعين في التصويت المبكر، إذ بلغت نسبتهم 47 في المئة، وتلتهم الفئة العمرية بين 50 و65 عامًا، بحيث بلغت نسبة هؤلاء 28 في المئة من الأصوات. وأدلى 54 في المئة من الـ41 مليون مقترع بأصواتهم عبر البريد، فيما أدلى 46 في المئة منهم بأصواتهم في مراكز الاقتراع، وعادة ما تستغرق بطاقات الاقتراع عبر البريد وقتًا أطول في الفرز مقارنة بالأصوات التي يتم الإدلاء بها شخصيًا. وتمنع العديد من الولايات الرئيسية التي تمثل ساحة معركة، مثل ويسكونسن وبنسلفانيا، مسئولي الانتخابات من بدء الفرز قبل يوم الانتخابات.
ارتفاع عدد الناخبين المشاركين في التصويت المبكر
ويشير ارتفاع عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم فى فترة التصويت المبكر هذه المرة، إلى أن الاقتراع الذى ينطلق غدًا الثلاثاء، سوف يشهد نسبة إقبال ومشاركة سياسية أعلى بكثير من الانتخابات السابقة، وهذا نتيجة منافسة حامية الوطيس بين أكبر حزبين فى الولايات المتحدة (الديمقراطيون والجمهوريون) على استمالة واستقطاب الناخب الأمريكى، والدعوات المتكررة التى أطلقها قادة الحزبين إلى الناخبين بالخروج والمشاركة فى التصويت.
وعادة ما يعوّل الديمقراطيون على التصويت المبكر فى حسم النتائج لصالحهم في أي انتخابات، لكن رغم ذلك، قرر الجمهوريون، كما أكد رامي جبر، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من واشنطن، تغيير هذه الاستراتيجية هذا العام من خلال تشجيعهم للناخبين من ذوي الميول الجمهورية، باستخدام هذه الوسيلة للإدلاء بأصواتهم.
أحد أكثر الانتخابات أهمية في التاريخ الأمريكي
ويحتدم التنافس بين الديمقراطيين والجمهوريين في الانتخابات التي تجرى في ولايات بنسلفانيا وأريزونا ونيفادا وجورجيا ونيوهامشير وأوهايو وويسكونسون. وستحدد هذه الولايات على الأرجح من ستكون له الأغلبية في الكونجرس، وإضافة إلى دعوات الحشد التى أطلقها الديمقراطيون والجمهوريون، يرجع ارتفاع معدل التصويت المبكر، إلى الإنفاق الكبير من قبل الحزبين على الحملات الانتخابية، والذى وصل إلى 16.7 مليار دولار، كما يتعلق بدوافع الناخبين الأمريكيين الذين ينظرون إلى هذه الانتخابات باعتبارها واحدة من الانتخابات الأكثر أهمية في التاريخ الأمريكي، حيث تأتي في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة اضطرابًا اقتصاديًا، ويعاني المواطنون الأمريكيون من ارتفاع التضخم والأسعار.
ويتوجه الناخبون الأمريكون غدًا إلى صناديق الاقتراع لانتخاب كل أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 نائبًا، ونحو ثلث أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100، وحكام 36 ولاية من أصل 50.