الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ماكرون ينتقد وضع أوروبا "العالق" في وسط الأزمات بسبب التبعية لأمريكا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من مخاطر تبعية أوروبا للسياسة الأمريكية، مؤكدًا أهمية أن يكون الاستقلال الاستراتيجي هو معركة أوروبا.

قال "ماكرون"، اليوم الأحد، للصحفيين، من على متن طائرة عادت به من الصين، بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام، إن أوروبا ليس لديها مصلحة في زيادة حدة الأزمة بشأن تايوان، وإنها يجب أن تنتهج استراتيجية مستقلة عن واشنطن وبكين.

وتوجه ماكرون إلى الصين يرافقه وفد قوامه 50 مسؤولًا، يمثلون عدة شركات بينها لإنتاج الطاقة النووية، ووقعت عدة صفقات خلال الزيارة.

وتوترت العلاقات بين بكين وتايوان التي تتمتع بحكم مستقل، لكنها لاتزال جزءًا منها وفقًا لمبدأ "صين واحدة"، في أعقاب مساع من حكومة الجزيرة للاستقلال عن الصين بالقوة، بدعم من واشنطن بدء مع تزايد المخاوف الأمريكية من صعود الصين كقوة اقتصادية عالمية كبرى.

قطب ثالث

أوضح الرئيس الفرنسي أنه لا ينبغي لأوروبا أن تشارك في مزيد من التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بل أن تأخذ الوقت الكافي لبناء موقعها كقطب ثالث بينهما.

وأضاف: "إذا كان هناك تسارع في اندلاع الاحتكار الثنائي -يقصد أمريكا والصين-، فلن يكون لدينا الوقت ولا الوسائل لتمويل استقلالنا الاستراتيجي وسنصبح تابعين عندما نكون القطب الثالث إذا كان لدينا بضع سنوات لبنائه"، وفق ما نقلت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.

ونقلت صحيفة "بوليتيكو" عن ماكرون قوله: "أسوأ شيء هو الاعتقاد بأننا نحن الأوروبيين، يجب أن نصبح أتباعًا في هذه المسألة، وأن نتكيف مع الإيقاع الأمريكي أو رد الفعل الصيني المبالغ فيه".

الحكم الذاتي الأوروبي.. والفخ الأمريكي

وانتقد ماكرون، موقف أوروبا العالق، وفق تعبيره، في اضطراب العالم وأزمات ليست لها، سواءً في تايوان أو أوكرانيا، ووصف الأمر بـ"الفخ".

واعتبر ماكرون أن من المفارقة أن تبدأ أوروبا في اتباع السياسة الأمريكية "بنوع من الذعر"، في الوقت الذي نجحت أن تكون أكثر استقلالية من الناحية الاستراتيجية مما كانت عليه قبل جائحة كوفيد.

قال "سيكون فخ أوروبا أنها عندما تحقق توضيحًا لموقعها الاستراتيجي، إذ ستكون أكثر استقلالية من الناحية الاستراتيجية مما كانت عليه قبل كوفيد، أن تكون عالقة في اضطراب العالم والأزمات التي لن تكون لنا". وفق صحيفة "لوفيجارو".

أضاف: "المفارقة هي أنه في اللحظة التي وضعنا فيها عناصر الحكم الذاتي الاستراتيجي الأوروبي الحقيقي، بدأنا في اتباع السياسة الأمريكية، بنوع من رد فعل الذعر".

الاعتماد الأوروبي على أمريكا

واتفقت تصريحات الرئيس الفرنسي مع اتجاه استراتيجي اتبعته بعض الدول مؤخرًا لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.

وقال "ماكرون" إنه يتعين على أوروبا تمويل قطاعها الدفاعي بشكل أفضل وتطوير الطاقة النووية والمتجددة وتقليل الاعتماد على الدولار، للحد من اتكالها على الولايات المتحدة.

كما اعترف باعتماد أوروبي على واشنطن، بات أقوى منذ بدء الصراع الروسي الأوكراني، قائلًا: "لقد قمنا بالتأكيد بزيادة اعتمادنا على الولايات المتحدة في مجال الطاقة، ولكن في منطق التنويع لأننا كنا نعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي".