تستعد المنظومة الأمنية الإسرائيلية للتعامل مع أي أحداث غير عادية قد تشهدها المدن المختلطة التي يعيش فيها اليهود والعرب بمناطق الخط الأحمر، وذلك بعد إضراب عام، شمل القرى والبلدات الفلسطينية المُحتلة؛ ردًا على قتل شاب فلسطيني، على يد عناصر الشرطة الإسرائيلية، يوم الجمعة الماضي، عند أبواب المسجد الأقصى، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية.
واستشهد محمد العصيبي من قرية حورة في النقب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب باب السلسلة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
ويغذي تلك الأجواء الحزينة الممزوجة بالغضب، تعبئة قوات الاحتياط من جيش الاحتلال لاحتواء أي توتر مُحتمل، وذلك إلى جانب تشكيل الحكومة الإسرائيلية ما يسمى بـ"حرس وطني" تحت إمرة إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي المُتطرف، في خطوة وصفها معارضوها بأنها بمثابة "عسكرة العلاقات" بين عرب 48 والحكومة الإسرائيلية، بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
ميليشيا مُسلحة
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأنه في حال تم تشكيل قوة عسكرية بقيادة "بن جفير"، فإن هذه القوة لن تكون بمثابة شرطة نظامية، ولكنها ستكون بمثابة "ميليشيا" مُسلحة ستستخدم في أوقات الطوارئ بمناطق الخط الأخضر، وتتعامل بشكل أساسي مع أي أحداث قومية قد تندلع في أوساط الداخل المُحتل، في وقت تمر فيه الحكومة الإسرائيلية بأزمة طاحنة؛ بسبب "التعديلات القضائية" التي تهدف إلى "تسييس" القضاء، حسبما وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وحذرت مصادر أمنية إسرائيلية للصحيفة من رضوخ بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، لمطالب "بن جفير" بتشكيل "ميليشيا"، وأكدت أنه في حال إطلاق الجنود الرصاص الحي على "العرب" أثناء أي أحداث، فقد يكون ذلك بمثابة منعطف سلبي للغاية، ومن المُؤكد أنه سيهدد العلاقات وسيكون له عواقب سياسية.
أزمة طاحنة
وأكدت الصحيفة، أنه في الأشهر الأخيرة، عُقدت اجتماعات مُشتركة بين الأجهزة الأمنية، تمت خلالها مناقشة تقسيم السُلطات والأدوار، حال وقوع سيناريو "حارس الأسوار 2"، في إشارة إلى معركة "سيف القدس"، كما أسمتها الفصائل الفلسطينية، وهي عملية عسكرية واسعة النطاق بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في عام 2021.
وبحسب "هآرتس"، تبرر المنظومة الأمنية الإسرائيلية نشر قوات الاحتياط من جيشها، بقلة القوة البشرية الضرورية للتعامل مع أي سيناريو مُحتمل، لذلك قررت نشر قوات خفيفة من الاحتياط وبحوزتها سيارات ومعدات عسكرية؛ بهدف تفريق المتظاهرين وحماية الأهداف الاستراتيجية في النقب، وأحياء أخرى في الداخل المُحتل، على حد زعمهم.
وانتقد مصدر أمني إسرائيلي كبير، المقترحات التي تطرحها الحكومة الإسرائيلية على طاولة الاجتماعات، مُحذرًا من أنها تمثل تحولًا استراتيجيًا في الصراع العربي-الإسرائيلي، وتحديدًا بشأن "ولاء عرب الداخل المحتل لإسرائيل"، وأن مثل هذه الخطوة ستغير من قواعد اللعبة في التعامل معهم.
وتقول الصحيفة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فشل أكثر من مرة في التعامل مع الاحتجاجات العنيفة داخل مناطق الضفة، مُؤكدة أنه سيواجه صعوبات كبيرة حال انزلاق الأحداث في أوساط فلسطينيي الداخل، خاصة في غياب الحكومة الإسرائيلية وانشغالها في الأزمات الطاحنة التي تهدد استقرارها، وبالتالي لن يكون هناك خيار سوى استخدام الذخيرة الحية؛ ما سيؤدي إلى مواجهة شاملة داخل مناطق الخط الأخضر.