استحوذت "أزمة التعديلات القضائية" المتصاعدة في القدس المحتلة، على عناوين الصحف والمواقع الإسرائيلية، خاصة بعد إصرار الحكومة الإسرائيلية على المضي قدمًا في "التعديلات القضائية" المثيرة للجدل، قبل أن يقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، تجميد القراءة الثالثة للقوانين المتعلقة بالإصلاحات الدستورية.
وكانت تلك التعديلات بمثابة "وقود" للمعارضة الإسرائيلية لحشد التظاهرات ضد الحكومة الإسرائيلية التي يهيمن عليها اليمين المتطرف، ويهدف مشروع قانون الإصلاح القضائي - بحسب المعارضة الإسرائيلية- إلى تقويض سلطة المحكمة العليا وجعل الغلبة للبرلمان الإسرائيلي "الكنيست".
القناة 12
أوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن المشهد الإسرائيلي يتجه بشكل متسارع نحو حرب أهلية بين كتلتي اليمين واليسار، مشيرة إلى أن الوضع الأمني في إسرائيل وصل إلى نقطة الغليان، في إشارة إلى المظاهرات التي تملأ ساحات تل أبيب، بمشاركة أنصار اليمين واليسار.
واندلعت اليوم الاثنين، احتجاجات عارمة ضد الحكومة الإسرائيلية بمشاركة أكثر من 100 ألف متظاهر ممن يرفضون خطة "الإصلاح القضائي" بزعامة المعارضة الإسرائيلية، وفي المقابل، تحشد الأحزاب اليهودية المتطرفة أنصارها للخروج إلى الميادين ودعم التعديلات القضائية، بعد تلميح رئيس الوزراء الإسرائيلي بوقف التشريعات القضائية.
يديعوت أحرونوت
وردًا على إقالة يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، بحجة فقدان الثقة فيه بسبب تمرده وعمله ضد الائتلاف الحاكم، كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت": "إن نتنياهو يقود إسرائيل إلى صراع داخلي لم نشهده منذ 75 عامًا، فهو لديه رغبة جامحة للتدمير، ولا يمكن السيطرة عليها، ولا يوجد من يستطيع كبح جماحه"، مشيرة إلى أن نتنياهو لم يبق في صفه إلا زوجته وأولاده ومجموعة من "الحمقى".
وفي حين تشير التقديرات إلى أن "آفي ديختر"، الذي يشغل منصب وزير الزراعة، هو المرشح المرتقب لاستلام حقيبة الدفاع، إلا أن الصحيفة رجحت أن بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، هو المرشح المرتقب لمنصب وزير الدفاع، الذي يقاتل من أجل المنصب منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى أن لديه صلاحيات وزير في وزارة الدفاع، وله مكتب هناك.
موقع "واللا"
وأفاد موقع "واللا" الإسرائيلي بأن بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، فقد إحساسه بالواقع وأصبح "ديكتاتورًا"، مستنكرًا قراره بإقالة "جالانت" في وقت تمر فيه دولة الاحتلال بظروف قاسية على كل الأصعدة، وخاصة خلال شهر رمضان الذي عادة ما تتفاقم فيه الأوضاع بين الشعب الفلسطيني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لافتًا إلى قلق مسؤولين في جيش الاحتلال من المحاكمات العسكرية والعقاب، حال تغيبهم عن الخدمة العسكرية، كجزء من الاحتجاجات ضد التعديلات القضائية.
"يسرائيل هيوم"
فيما يتعلق بسيطرة التيار اليميني المتطرف على رئيس الحكومة الإسرائيلية وقراراته التي وصفتها وسائل الإعلام بأنها "عبثية"، تساءلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عما يدور في رأس بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، ووصفته بأنه "أطلق سراح الشياطين والآن أصبح أداة في أيديهم"، مؤكدة أن الحكومة الحالية ارتكبت أخطاء فادحة خلال حياتها القصيرة، بداية من تمرير القوانين التعسفية، مرورًا بالتصريحات المتطرفة، وصولًا إلى تأجيج الفوضى الأمنية لدى الجمهور.
"هآرتس"
وترى صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن نتنياهو ليس على استعداد للمخاطرة بالزج بالبلاد في أزمة دستورية فحسب، بل إنه على استعداد لأي شيء يمكِّنه من تمرير قانون يسمح لائتلافه باختيار قضاة المحكمة العليا الجدد وتقويض سلطتها، وجعل الغلبة للكنيست.
"معاريف"
وكشف استطلاع رأي أجرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عن تراجع شعبية معسكر اليمين المتطرف الذي أشعل الأوضاع في الأراضي المحتلة فور وصوله إلى الحكم بقيادة بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، في مقابل معسكر اليسار الذي يحشد أنصاره للإطاحة بنتنياهو وشركائه، بزعامة يائير لابيد، زعيم المعارضة، ورئيس وزراء إسرائيل المنتهية ولايته.