بهدف حماية سواحلها وتضييق الخناق على المهاجرين غير الشرعيين؛ فعّلت السلطات الإيطالية، قانون "سلوك السفن الخيرية" الذي استحدثته، مؤخراً، ويقضي بتحديد سلوك سفن المنظمات الخيرية لإنقاذ المهاجرين في نطاق سواحلها.
وبمقتضى هذا القانون؛ احتجزت السلطات الإيطالية إحدى السفن ومنعتها وهي في خضم عملية إنقاذ من انتشال المزيد، فيما اعتبرت المنظمة غير الربحية المالكة للسفينة الأمر"غير مقبول" لكنها امتثلت له.
احتجاز سفينة بانسكي
احتجز خفر السواحل الإيطالي سفينة إنقاذ المهاجرين التي يمولها فنان الشوارع البريطاني بانكسي في لامبيدوزا، اليوم الأحد، بعد أن قال إنها خالفت تعليماته بالتوجه إلى صقلية، بعد تنفيذ عملية لإنقاذ مهاجرين، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
خالفت الأوامر
وأضاف خفر السواحل أنه أمر السفينة "لويز ميشيل" بالرسو في تراباني بصقلية، بعد أن أجرت عملية إنقاذ أولية في منطقة بحث وإنقاذ ليبية. وبدلًا من ذلك، توجهت السفينة لمساعدة مهاجرين على متن ثلاثة قوارب أخرى في منطقة البحث والإنقاذ في مالطا.
وأردف خفر السواحل، أنه كان في طريقه بالفعل لمساعدة القوارب الثلاثة الأخرى في ذلك الوقت.
وقال خفر السواحل، إنه أمر السفينة "لويز ميشيل" بالرُسو بحسب قانون جديد صدر في إيطاليا هذا العام، ينص على مدونة سلوك لسفن المنظمات الخيرية للمهاجرين.
وترى إيطاليا أن أنشطة المنظمات غير الحكومية لإنقاذ المهاجرين قد تكون "عامل جذب" يشجع الناس على المخاطرة بحياتهم على قوارب متهالكة، على أمل أن تنقذهم السفن وتنقلهم إلى روما.
لويز ميشيل أنقذت 178 مهاجرًا
ورست لويز ميشيل، التي يبلغ طولها 30 مترًا وتحمل اسم واحدة من رائدات الحركة النسوية الفرنسية، في نهاية المطاف في لامبيدوزا، في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، وعلى متنها 178 مهاجرًا.
وقال خفر السواحل إنه يريد منع السفينة من أخذ كثير من الأشخاص على متنها، لأن ذلك يعرض سلامتهم للخطر. وقالت السلطات المحلية في لامبيدوزا، إن مرافق الاستقبال الخاصة بها ممتلئة الآن.
وأوضح خفر السواحل أنه نسق عمليات لإنقاذ 58 قاربًا خلال الـ48 ساعة الماضية، مما ساعد أكثر من 3300 شخص.
ممنوعون من المساعدة!
وقالت المنظمة الخيرية غير الحكومية المالكة للسفينة لويز ميشيل على حسابها على "تويتر"، إنها أُبلغت بأن سفينتها محتجزة بسبب انتهاك التشريع الإيطالي الجديد، وإنها مستعدة لمواجهة هذا القرار.
وأضافت: "نعرف أن عشرات القوارب في محنة أمام الجزيرة في هذه اللحظة بالذات، لكننا ممنوعون من تقديم المساعدة. هذا غير مقبول!".
وفاة 29 مهاجرًا
وفي أحدث سلسلة من الحوادث التي أودت بحياة مهاجرين في الآونة الأخيرة، انتشل خفر السواحل التونسي جثث 29 مهاجرًا على الأقل، لقوا حتفهم عندما غرق قاربهم قبالة سواحل البلاد، في أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا.
وقالت جورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية، الجمعة الماضي، إن أوروبا مُعرضة لخطر وصول موجة ضخمة من المهاجرين إلى شواطئها من شمال إفريقيا، إذا لم يتم تأمين الاستقرار المالي في تونس، وفقًا لوكالة "رويترز".
ووصل أكثر من 20 ألف مهاجر بالقوارب إلى إيطاليا حتى الآن في عام 2023، وهو معدل يهدد بكسر الرقم القياسي المسجل في عام 2016 عندما وصل 181 ألفًا و436 شخصًا إلى البلاد، معظمهم في قوارب بدائية.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، أبحر ما لا يقل عن 12 ألفًا ممن وصلوا إلى إيطاليا هذا العام من تونس، مقابل 1300 في الفترة نفسها من عام 2022.