الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد دعوة إسبانيا.. لماذا ترفض أمريكا مساعي الصين لإنهاء الأزمة الأوكرانية؟

  • مشاركة :
post-title
بوتين وزيلينسكي وبايدن وشي جين بينج

القاهرة الإخبارية - محمد صبحي

لا تقتصر الأزمة الروسية الأوكرانية، على الحرب الميدانية، والضربات العسكرية، ففي الوقت الذي تسعى فيه روسيا للسيطرة على مزيد من الأراضي، وتسعى أوكرانيا للحفاظ على وحدة أرضيها، أعادت إسبانيا بدعوتها اليوم للاستماع إلى صوت الصين لإنهاء الحرب إلى الساحة الدولية مُجددًا، في ظل توجهات عالمية لها أبعاد جيوسياسية، تحاول من خلالها بعض الدول استغلال الأزمة لصالحها، دون النظر إلى الخسائر في الأرواح.

أخيرًا ظهر الخلاف بين القطبين الصيني والأمريكي، في وجهة النظر حول إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ففي الوقت الذي تدعو فيه الصين لوقف إطلاق النار، أكدت أمريكا في تصريحات رسمية أن الوقت ليس مناسبًا لوقف إطلاق النار.

ويأتي التوجه الأمريكي، في وقت نجحت فيه الصين، في إعادة العلاقات السعودية الإيرانية، في خطوة تثبت الدور الصيني، في إنهاء هذا الخلاف المحتدم، واليوم خرجت إسبانيا لتدعم صوت الصين في إيجاد تسوية للحرب في أوكرانيا.

أكد بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، في مؤتمر صحفي، أن العالم ينبغي أن يستمع لصوت الصين؛ من أجل إيجاد تسوية للحرب في أوكرانيا، مُؤكدًا أن الصين لاعب عالمي، لذا بطبيعة الحال يجب أن نستمع إلى صوتها لوضع حد للحرب.

إلى ذلك قال ناطق باسم الاتحاد الأوروبي، إن أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية ستزور الصين رفقة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأسبوع الأول من أبريل المقبل.

أمريكا ورفض الوساطة الصينية

وهنا يُمكننا أن نطرح السؤال، لماذا ترفض أمريكا التسوية الصينية من الأساس وتشكك في قدرة الصين على إيجاد تسوية للأزمة الروسية الأوكرانية؟

وقدمت صحيفة "جلوبال تايمز"، تحليلًا يتضمن الإجابة عن هذا السؤال، تحت عنوان "يظهر رفض الولايات المتحدة وقف إطلاق النار في أوكرانيا دافعًا خفيًا لتأجيج نار الصراع"، نقل فيه عن خبراء صينيين قولهم إن الولايات المتحدة ترفض دعوات وقف إطلاق النار؛ لأنها تسعى لاستخدام أوكرانيا كأداة لإضعاف روسيا جيوسياسيًا إلى أقصى حد، مُشيرة إلى التناقض بين واشنطن وبكين في النظر لتلك الأزمة.

ففي الوقت الذي تتعالى الأصوات، بحثًا عن وقف فوري لإطلاق النار، خرج جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، ليؤكد أن أمريكا لا تدعم الدعوات لوقف إطلاق النار في الوقت الحالي، مُشيرًا إلى أن المقترح الصيني والذي يشمل وقف إطلاق النار، سيكون مجرد وسيلة لمساعدة روسيا في إعادة تجميع صفوفها قبل شن الانتقام، مُضيفًا أن وقف إطلاق النار الآن هو في الواقع تصديق على الغزو الروسي.

وبعد أن أطلقت الصين، ورقتها لتسوية الأزمة، والتي تضمن 12 نقطة، قالت أمريكا إنها تنظر إليها بـ "شكوك عميقة"، وقال "كيربي"، إنهم لا يعتقدون أنها خطوة نحو سلام عادل ودائم.

ونقلت "جلوبال تايمز"، عن لي هايدونج، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الشؤون الخارجية الصينية، قوله إن الولايات المتحدة، ترفض أي جهد يفضي إلى تخفيف حدة الموقف، وتسعى لاستخدام أوكرانيا كبيدق لإضعاف روسيا، ووصف ما يحدث بشأن لعبة "الرابح أو الخاسر"، بين القوى الكبرى، بأنها خطيرة للغاية ليس على روسيا وأوكرانيا وأوروبا فقط، بل على العالم أجمع.

الرخاء يعتمد على الهيمنة

فيما قال تيموفي بورداتشيف، مدير برنامج فالداي كلوب في موسكو، للصحيفة الصينية، إن الولايات المتحدة تنظر إلى العالم بشكل مختلف عن روسيا والصين، وترى أن الرخاء يعتمد على الهيمنة.

وفي تقرير آخر، قالت جلوبال تايمز، إن الولايات المتحدة تشعر بالتهميش؛ لأنها تتعارض مع اتجاه العصر، ولم تتخيل يومًا، وهي التي اعتادت الاستمتاع بالأضواء، أن تكون الصين أكثر شعبية منها.

وأوضحت أن الذعر بدا في عناوين تقارير وسائل الإعلام الأمريكية، ومنها "كيف حاصرت بكين أمريكا خارج بحر الصين الجنوبي؟"، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، و"الاتفاق الإيراني السعودي توسطت فيه الصين وتركت الولايات المتحدة على الهامش"، لصحيفة نيويورك تايمز.

زيارة الرئيس الصيني لروسيا

وأثارت زيارة الرئيس الصيني لروسيا، اهتمامًا عالميًا، وقال تشانج هانهوي، السفير الصيني لدى روسيا، إن الزيارة تمثل علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين.

وقال أندري كورتونوف، المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، إن الزيارة بمثابة إشارة للمجتمع الدولي بأن الشراكة بين الصين وروسيا قوية، كما كانت دائمًا.

وخلال الزيارة قال الرئيس الصيني، شي جين بينج، إن العلاقات بين بكين وموسكو مهمة للعالم أجمع، مُؤكدًا أن موقف بلاده محايد بشأن الأزمة في أوكرانيا.

وأوضح الرئيس الصيني، أن خطة الصين، لتسوية الصراع في أوكرانيا تتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة، وأن روسيا والصين كعضوين دائمين في مجلس الأمن سوف يسعيان مع المجتمع الدولي للدفاع بشكل حازم عن القوانين الدولية المبنية على ميثاق الأمم المتحدة.

وأكد الرئيس الصيني، ضرورة العمل على تشكيل العالم المتعدد الأقطاب وتطوير الإدارة العالمية والمساهمة في ضمان الأمن الغذائي والطاقة والإنتاج المستمر لجميع الصناعات.

تفاصيل ورقة الصين للتسوية في أوكرانيا

وتضمنت المبادرة الصينية، 12 بندًا، نص الأول على ضرورة احترام سيادة الدول كافة مهما كان حجمها أو قوتها، فيما نص البند الثاني على نبذ عقلية الحرب الباردة، والثالث على ضرورة وقف القتال والصراع، مُؤكدة أنه لا رابح في الصراعات والحروب، وتضمن البند الرابع إطلاق مفاوضات السلام.

وتحدثت الصين كذلك عن حل الأزمة الإنسانية، وحماية المدنيين والأسرى، والحفاظ على سلامة المحطات النووية، والتقليل من المخاطر الاستراتيجية، وضمان تصدير الحبوب، والتخلي عن فرض العقوبات أحادية الجانب، وضمان استقرار سلاسل الصناعة والإمداد.