حذر برنامج الأغذية العالمي من أن ارتفاع معدلات التضخم يهدد الأمن الغذائي لملايين الأشخاص، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأوضح البرنامج، في بيان له، أن معدل التضخم في أسعار المواد الغذائية يرتفع بشكل كبير في ظل عجز الموازنة ومستويات عالية من الدين العام وانخفاض قيمة العملة بالعديد من البلدان في المنطقة.
وأكد ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في المنطقة بنسبة 20%، على مدى السنوات الثلاث الماضية، ليصل أكثر من 41 مليون شخص.
وتواجه بلدان في المنطقة معدلات تضخم في أسعار الغذاء تتجاوز الـ60%، ويواجه لبنان وسوريا تضخمًا في أسعار المواد الغذائية يصل 138% و105% على التوالي، ما يجعل من الصعب على العائلات تحمل تكاليف المواد الغذائية الأساسية مثل الخبز والأرز والخضروات.
وكشف البرنامج عن تقلص إنتاج الغذاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بسبب الصراع وأزمة المناخ المتفاقمة، وفي العراق وسوريا أدى الجفاف الذي طال أمده وآثار النزاعات إلى تقليص المساحات المزروعة وانخفاض إنتاج الغذاء.
وتلقي أزمة المناخ بظلالها على المنطقة، إذ تتعرض لفترات طويلة من الجفاف وموجات الحرارة وحرائق الغابات والفيضانات وعدم انتظام هطول الأمطار والانهيارات الأرضية.
وأضاف أنه نظرًا لاعتماد أغلب بلدان المنطقة على الواردات، بسبب عدم كفاية الإنتاج الغذائي المحلي، فقد تركها ذلك بمواجهة تقلبات أسعار الغذاء العالمية، التي زادها سوءًا الحرب في أوكرانيا، فضلًا عن اضطرابات سلاسل التوريد التي سببها كوفيد-19، والكوارث الطبيعية.
وأوصى البرنامج بأن تتخذ الحكومات والمنظمات الدولية والدول المانحة إجراءات لمعالجة الأمن الغذائي في جميع أنحاء المنطقة، تشمل زيادة التمويل للمساعدات الإنسانية ودعم المزارعين المحليين لتعزيز إنتاج الغذاء.
واستجابة لذلك يستخدم البرنامج نُهجًا متكاملة تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي مع تلبية الاحتياجات العاجلة في نفس الوقت، في عام 2023 يهدف برنامج الأغذية العالمي دعم نحو 35 مليون شخص في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال المساعدات الغذائية والتغذوية والعمل على زيادة قدرة الفئات الأكثر ضعفًا على الصمود في مواجهة الصدمات الإقليمية والعالمية.
يذكر أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هو أكبر منظمة إنسانية في العالم تقوم بإنقاذ الناس في حالات الطوارئ وتستخدم المساعدة الغذائية، لتمهيد السبيل إلى السلام والاستقرار والازدهار من أجل الأشخاص الذين يتعافون من النزاعات والكوارث وآثار تغيّر المناخ.