استدعى بتسلئيل سموتريتش، وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي، شبح "عصابة الإرجون" السرية المتورطة في ارتكاب مجازر دموية إبان نشوب الحرب العالمية الثانية، وذلك خلال ظهوره وراء منصة مزينة بخريطة تضم المملكة الأردنية وفلسطين المحتلة، زاعمًا بأنهما أراضٍ يهودية، والمنصة تتزين بشعار المنظمة الإرهابية وهو عبارة عن يد تمسك بندقية مكتوبًا عليها، "راك كاخ" أي "هكذا فقط".
انضمام "الإرجون" لجيش الاحتلال
وتأسست هذه المنظمة السرية عام 1931 بالاشتراك مع جماعة أخرى مسلحة تدعى حركة "بيتار" الإرهابية، و"الهاجاناه"، وبدأت بتصعيد عملياتها الإرهابية ضد الفلسطينيين بقيادة مناحم بيجن، ومن بين تلك العمليات نسف فندق داود في القدس عام يوليو 1946، تلاه الهجوم الوحشي على قرية دير ياسين في أبريل 1948.
وتقديرًا لعملياتها الإرهابية، دُمجت الحكومة الإسرائيلية "عصابة الإرجون" في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكرّمها قادة الاحتلال لـ"دورهم القيادي في خلق دولة الاحتلال"، وقدمت بولندا عام 1936، دعمًا سريًا لهذه العصابة بهدف تشجيع اليهود من أجل الهجرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال هذا الدعم، وفقًا لمصادر فلسطينية، وساعدتهم بالأسلحة والذخائر التي تم استخدامها لاحقًا في ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين.
وخلال الثورة الفلسطينية عام 1936، التي اندلعت في مواجهة الانتداب البريطاني لفلسطين، قامت "الإرجون" بتنفيذ 60 عملية إرهابية ضد الفلسطينيين، وتم وسمها بـ"الإرهاب" من قِبل صحيفة "نيويورك تايمز"، وأيضًا من قِبل اللجنة الأنجلو-أمريكية للتقصي، إضافة إلى شخصيات عالمية بارزة مثل ونستون تشرشل، ومنها يهودية أمثال هانا أرنت، ألبرت أينشتاين، وغيرهما.
محاولة لتزييف التاريخ
وبعد سنوات طويلة من انتهاك أرضه ومقدساته وثقافته، يكثّف التيار الإسرائيلي المتطرف، وعلى رأسه بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، مساعيه لتضييق الخناق على الشعب الإسرائيلي على نطاق أوسع، وظهر ذلك جليًا من خلال ممارساتهم وتصريحاتهم التحريضية ضد الفلسطينيين، وكذلك القوانين التعسفية التي يتم تمريرها بهدف قمعهم والهيمنة عليهم.
وفي وقت سابق من أمس الاثنين، شنّ وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، المتهم دائمًا بإثارة توترات بين طرفي النزاع، حملة تحريضية تستهدف الشعب الفلسطيني وتنكر وجوده، قائلًا: "لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، فهو اختراع وهمي لم يتجاوز عمره 100 سنة"، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وأدلى الوزير الإسرائيلي المتطرف وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" خلال مشاركته بأمسية، أقيمت بالعاصمة الفرنسية باريس، تكريمًا لجاك كوبفر، الناشط الصهيوني والرئيس السابق لحزب الليكود في فرنسا، وأمامه منصة مزينة بخريطة متداخلة بين فلسطين المحتلة والمملكة الأردنية، وهي الخريطة التي تحمل شعار "الإرجون" التابع للمنظمة العسكرية الوطنية في إسرائيل، وهي جماعة مسلحة تطالب بضم الأردن وفلسطين باعتبارهما أراضي يهودية.