تستعد الشرطة في المدن الكبرى، استعدادًا لحدوث اضطرابات بين أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد إعلان الأخير عن احتمالية إصدار أمر اعتقاله، اليوم الثلاثاء، بسبب دعاوى قضائية.
وطالب "ترامب" الأسبوع الماضي، على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، بتنظيم تظاهرات من قِبل أنصاره، اليوم الثلاثاء بعد استدعائه للتحقيق بشأن مزاعم دفع أموال لنجمة إباحية للتكتم على علاقة كانت بينهما، ما يذكّر بالدعوات التي أطلقها للاحتجاجات في واشنطن العاصمة، ردًا على خسارته في انتخابات 2020.
وستكون هذه أول قضية جنائية ترفع ضد رئيس أمريكي سابق.
وتكثّف السلطات في نيويورك وواشنطن العاصمة ولوس أنجلوس من وجودها تحسبًا لاحتجاجات، وأقيمت حواجز فولاذية أمس الاثنين خارج محكمة مانهاتن الجنائية، حيث يمكن توجيه الاتهام إلى ترامب وأخذ بصمات أصابعه وتصويره إذا تم تقديم التهم هذا الأسبوع، كما تتوقع وسائل الإعلام الأمريكية على نطاق واسع.
وشوهد وجود متزايد للشرطة خارج برج ترامب في مانهاتن، وفق ما نقلته وكالة "فرتمس برس".
وفي مدينة نيويورك، حيث اجتمعت هيئة محلفين كبرى للنظر في القضية، ارتدى جميع ضباط شرطة نيويورك الزي الرسمي، وفقًا لمذكرة داخلية شاركها مصدر مع شبكة "سي. إن.إن". وقال مسؤولو إنفاذ القانون للشبكة الأمريكية إنه على الرغم من أن يوم الثلاثاء هو "يوم تأهب أقصى"، إلا أنه لا يوجد تهديد موثوق به حاليًا.
وفي الوقت الذي تتخذ فيه شرطة واشنطن إجراءات احترازية، فإن قوة شرطة الكابيتول الأمريكية "لا تتعقب حاليًا أي تهديدات مباشرة أو موثوقة لمبنى الكابيتول الأمريكي"، وفقًا لتقييم استخباراتي للوزارة حصلت عليه شبكة CNN أمس الاثنين.
اتهامات "رئاسية"
وتهيأ الرأي العام الأمريكي لاحتمال توجيه لائحة اتهام جنائية، أو حتى اعتقال رمزي، للرئيس السابق دونالد ترامب اليوم، في قضية تسديد مبلغ من المال عام 2016 لممثلة إباحية يعتقد أنه كان على علاقة بها، فيما وصفه الملياردير بـ"حملة اضطهاد"، داعياً إلى تظاهرات.
وتعد قضية الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز معقدة من الناحية القانونية، إذ يسعى القضاء في نيويورك إلى تحديد ما إذا كان ترامب مذنبًا بتزوير بيانات - فيما يعد جنحة - أو بسبب خرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية - فيما يشكل جريمة جنائية - عبر دفع مبلغ 130 ألف دولار لهذه المرأة، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، في الأسابيع التي سبقت الانتخابات في نوفمبر 2016؛ لشراء سكوتها عن علاقة يعتقد أنها كانت قائمة بينهما خارج إطار الزواج، وفقًا للاتهامات.
وقبل عام ونصف العام من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في عام 2024، أعلن ترامب، السبت الماضي، عبر منصته "تروث سوشيال" أنه يتوقع "توقيفه"، الثلاثاء.
مستشهدًا بـ"تسريبات" من النيابة العامة لولاية نيويورك، توجه تهمًا جنائية إليه بعد تحقيق للنيابة العامة لمنطقة مانهاتن بقيادة المدعي العام ألفين براج، استمر سنوات.
وفي حال اعتقل، أو حتى وجهت إليه اتهامات، سيشكل الأمر سابقة لرئيس سابق في الولايات المتحدة، ذلك أنه لم يتم توجيه اتهام قط لرئيس أمريكي، سواء كان في منصبه أو غادر البيت الأبيض.
ملاحقات سياسية
وهاجم رجل الأعمال البالغ من العمر 76 سنة، الذي أحدث وجوده على الساحة السياسية تحولًا كبيرًا في ميزان القوى في الولايات المتحدة، أمس الاثنين، مكتب المدعي العام ألفين براج، واصفاً إياه بـ"الفاسد".
و"براج" هو قاضٍ أمريكي من أصل إفريقي وديمقراطي ومنتخب (مثل جميع القضاة والمدعين العامين).
دافع دونالد ترامب عن نفسه مرة أخرى، أمس الاثنين، وكتب بأحرف كبيرة على منصة "تروث سوشيال"، "لا توجد جريمة".
وسيتم دعوة دونالد ترامب للتحدث أمام هيئة المحلفين، وقال أحد محاميه إنه "سيستجيب" طوعًا لاستدعاء من القضاء في نيويورك.
وقالبينيت جيرشمان، أستاذ القانون والمدعي العام السابق، إن "المدعين يكادون لا يستدعون أبدًا هدف التحقيق للإدلاء بشهادة أمام هيئة المحلفين الكبرى إلا إذا كانوا يعتزمون توجيه اتهام إليه".
ويبقى الخوف الرئيس للسلطات متمثلًا في تكرار فوضى الهجوم على مبنى الكابيتول بواشنطن في السادس من يناير 2021، عندما دعا دونالد ترامب مناصريه إلى الاحتجاج على نتائج انتخابات عام 2020، التي هُزم فيها أمام جو بايدن.