الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الاقتصاد والأمن العراقي يتصدران أهداف زيارة السوداني الأولى لتركيا

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

ضمن مجموعة أهداف، تراعي بالمقام الأول المواطن العراقي واحتياجاته، يتصدر ملفا الاقتصاد والأمن، زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني المرتقبة إلى تركيا، التي يأمل من خلالها الوثب باقتصاد بلاده إلى أسواق أوروبا، استمرارًا لمنهاج يغلب مصلحة العراق وسط جو مأمول من التعاون والحوار مع جيرانه.

ويلتقي رئيس الوزراء العراقي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غدًا الثلاثاء، لمناقشة ملفات السدود التركية على نهري دجلة والفرات ووجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، في وقت تعاني فيه بلاد الرافدين من أزمة مائية تفاقمت بسبب تراجع حصة البلد من المياه ووصلت حد الجفاف.

أهمية خاصة

عدّ رئيس الوزراء العراقي زيارته المقررة والأولى منذ توليه السلطة إلى تركيا تكتسب أهمية خاصة، لا سيما في هذا التوقيت، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط "تطورات إيجابية على صعيد تعزيز التعاون بين دوله".

وأشار "السوداني" في مقال نشره، اليوم الاثنين، نقلته وكالة الأنباء الرسمية "واع" إلى جهود تجريها دول المنطقة من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي ودفعه قدمًا، وحل الخلافات استنادًا إلى منهجية الحوار المتعقل الذي يغلّب المصلحة ويعلي من شأن التعاون بين الجيران بغية تحقيق مصالح الشعوب.

ميناء الفاو.. وثبه اقتصادية للعراق عبر تركيا

مثّل الاقتصاد الدافع والهدف الأول من زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى تركيا، إذ تعهد صاحب "حكومة الخدمات" مثلما روج لها منذ تكليفه بتشكيلها وتوليه السلطة في أكتوبر 2022، بتوفير جميع احتياجات المواطنين وتغليب مصلحة الشعب العراقي.

قال "السوداني" إن مباحثات العراق مع الجانب التركي ستركز على تعزيز العلاقات العراقية – التركية في جميع المجالات وخاصة المجال الاقتصادي، لا سيما أن العراق يتطلع إلى تنفيذ مشروعات اقتصادية طموحة في قطاعي الطاقة والنقل وتحويل العراق إلى مركز للتجارة العالمية بين آسيا وأوروبا.

ويجسد مشروع ميناء الفاو الكبير، آمال وطموحات العراق لبلوغ الهدف سابق الإشارة، وبشأنه قال السوداني إن حكومته "تتطلع من هذا المشروع العملاق، الذي سيمتد على مساحة تزيد على 20 ميلًا مربعًا، إلى فتح الطريق أمام وثبة اقتصادية للعراق".

ويطمح "السوداني"، وفق المقال، أن يسهم "ميناء الفاو" في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العراق وجيرانه وعلى رأسهم تركيا من ناحية وبلدان أوروبا وآسيا من ناحية أخرى.

ومشروع ميناء الفاو الكبير "سيشمل ممر القناة الجافة التي سيشكلها طريق سريع وخطا للسكك الحديدية ويمر عبر الديوانية والنجف وكربلاء وبغداد والموصل ويمتد إلى الحدود التركية، ما يتيح الوصول إلى ميناء مرسين وأوروبا عبر إسطنبول".

وكشف رئيس الوزراء العراقي عن عزمه مناقشة تفاصيل هذه المشروعات مع المسؤولين الأتراك في إطار مساعي حكومته لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية مع تركيا.

وأضاف أن العراق يضع بالتوازي خططًا للتعاون مع تركيا لتعزيز القدرات الاقتصادية المشتركة بين البلدين، طبقًا لجداول زمنية للمشاريع ذات الأولوية، مع حرصنا على تنويع مصادر الطاقة والاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة لخدمة الطموحات التنموية.

20 مليار دولار تبادل تجاري

ووصل ميزان العراق التجاري مع تركيا لنحو 20 مليار دولار تتمثل في واردات تركية من المنتجات الكيماوية، والبذور والحبوب والبقوليات، والمفروشات والأدوية والمستلزمات الطبية، وصادرات عراقية إلى تركيا تتركز في النفط.

ضبط الحدود

ومثّل الملف الأمني ثاني قائمة أهداف زيارة السوداني إلى تركيا، لا سيما المتعلق ضمنه بضبط الحدود بين البلدين المتأخمين.

قال "السوداني" في مقاله إن: "ضبط الحدود سيحتل جانبًا من المحادثات وكذلك التعاون المشترك بين العراق وتركيا خاصة في الجانب الاستخباري وتبادل المعلومات".

أمن العراق المائي

ويعتزم السوداني أن يتيح لقضية أمن العراق المائي حيزًا إيجابيًا من المناقشات في أنقرة، إذ ثمّن رئيس الوزراء العراقي "مساعي الجانب التركي في زيادة حصص المياه التي انطلقت من خلف السدود للعراق".

أوضح "السوداني" أن مباحثاته في تركيا ستتضمن "كيفية التعاون والتنسيق لضمان حصول العراق على احتياجاته من المياه التي تعد شريان حياة للتنمية والتوسع الزراعي".

نهج العراق

أكد "السوداني" أن نهج العراق يعتمد على تعزيز التعاون مع الأشقاء والجيران على الأصعدة السياسية والتجارية والاقتصادية؛ بهدف توثيق التعاون ودفع الجهود في الداخل لتحقيق أولويات العراق وتغليب مصلحته وسط جو من التعاون والحوار البنّاء مع دول الجوار والمحيط العربي.