قال عدد من المحللين لقناة "القاهرة الإخبارية"، إنَّ زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج، موسكو، جاءت في توقيت مناسب وبمثابة استمرار لرحلة الصداقة بين البلدين، ويرون أنَّ الزيارة تُعتبر رسالة سلام للعالم وسط ترقب غربي والولايات المتحدة الأمريكية التي تريد استمرار الأزمة "الروسية - الأوكرانية" للحفاظ على مصالحها، مشيرين إلى أنَّه من المقرر توقيع اتفاقيات عسكرية واقتصادية وثقافية بين البلدين ومناقشة المبادرة الصينية لحل الأزمة الأوكرانية.
ما هدف زيارة الرئيس الصيني موسكو؟
قالت الدكتورة تمارا برو، الباحثة في الشؤون الصينية، إنَّ زيارة الرئيس الصيني، موسكو، تأتي بعد إعادة انتخابه لولاية ثالثة مدتها 5 سنوات، و في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين البلدين خصوصًا على الصعيد الاقتصادي، إذ تجاوز التبادل التجاري بين البلدين أكثر 190 مليار دولار أمريكي.
وأضافت الباحثة السياسية، في حديثها لــ"القاهرة الإخبارية"، أنَّ الإعلام الصيني وصف الزيارة بأنها تُسهم في بناء مجتمع مشترك للبشرية، أما الإعلام الغربي قال إنّها تستهدف أطرافًا غربية، لا سيما الولايات المتحدة وتلميع صورة الرئيس الصيني على أنه رجل سلام، خصوصًا بعد نجاح الوساطة الصينية في المباحثات "السعودية- الإيرانية"، كما يوجد ترقب غربي لنتائج القمة.
رحلة صداقة
وذكرت أنَّ الزيارة بمثابة رحلة صداقة بين الصين وروسيا وتعاون، لا سيما في المجالات الاقتصادية، خصوصًا بعد توقيع اتفاقية "شراكة بلاحدود" العام الماضي، عقب زيارة "بوتين" الصين، فضلاً عن توقيع العديد من الاتفاقيات الخاصة بالطاقة والتعاون الفضائي والثقافي والعسكري، مؤكدة أن الصين تسعى لبناء جيش قوي عام 2027 على مستوى العالم، وتوقعت إبرام اتفاق عسكري بين موسكو وبكين.
وترى الباحثة السياسية، أنَّ الصين كقوة عظمى بعد عزلتها لمدة 3 سنوات تسعى إلى إرساء السلام في العالم من أجل تطوير الاقتصاد، مشيرة إلى أن بكين أصبحت طوق النجاة لروسيا، خصوصًا بعد فرض العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على موسكو.
روسيا مستعدة للتفاوض
وقال ألكسندر زاسبكين، الدبلوماسي الروسي السابق، إنَّ روسيا ترحب بالمبادرة الصينية بشأن حلًّ الأزمة الأوكرانية مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أن موسكو مستعدة للتفاوض.
وذكر "زاسبكين"، في حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية"، أنَّ الشروط الأوكرانية غير مقبولة لروسيا، مؤكدًا أن واشنطن تحمل في حديثها سوء نية اتجاه المبادرة الصينية؛ لأنها تعتبرها إعادة لترتيب أوراق روسيا.
وأشار الدبلوماسي الروسي السباق إلى أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد وقف إطلاق النار في الأزمة الأوكرانية، لأن هدفها تدمير روسيا وتفجير الأوضاع داخليًا، لأن إيقاف الحرب لا يصب فى المصلحة الأمريكية.