بعد 11 أسبوعًا من ولايته الثالثة كرئيس لوزراء إسرائيل، لم يتم دعوة بنيامين نتنياهو حتى الآن إلى زيارة البيت الأبيض، ما يشير إلى استياء الولايات المتحدة الواضح من سياسات حكومته اليمينية المتطرفة، ورغم تعدد جولاته للعواصم الأوروبية أخيرًا بهدف تقوية العلاقات الخارجية وحشد قوة إقليمية ضد إيران، الخصم اللدود لإسرائيل، لكنه يعلم جيدًا أن جهوده تظل بلا جدوى، دون زيارة رسمية لواشنطن بمباركة من جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وفقًا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
جولات للعواصم الأوروبية
أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأنه رغم توجه"نتنياهو" الخميس المقبل إلى العاصمة البريطانية لندن، إلا أنها ليست العاصمة التي يتطلع إليها بعد مرور ثلاثة أشهر على توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية، فهو حدث غير مسبوق بالنسبة للعلاقات الإسرائيلية-الأمريكية الدافئة، فعادة ما تتم دعوة أي رئيس وزراء إسرائيلي إلى واشنطن بعد أيام قليلة من توليه منصبه، معتبرة أن إدارة جو بايدن "تعاقب" نتنياهو من خلال معاملتها الجافة، فيما يتعلق بممارسات الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وتأجيج الداخل الإسرائيلي بالتعديلات القضائية المثيرة للجدل.
ونتيجة لرفض الإدارة الأمريكية طلب نتنياهو بأن يحل ضيفًا على البيت الأبيض يصحبه وزيرا الخارجية والدفاع، يمارس رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطًا على إدارة بايدن في مسعى لإقناعها بدعوته لواشنطن، بعد تعليمات لجميع وزرائه بتجنب السفر إلى الولايات المتحدة، وتجنب الاجتماع بمسؤولين في الحكومة الأمريكية، إلى أن يدعوه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ومنذ هيمنة اليمين المتطرف على الكنيست بعد تنصيب الحكومة الإسرائيلية منذ ثلاثة أشهر، ألمحت إدارة بايدن باستيائها من هيمنة ذلك التيار المتطرف، ووضعت خطوطًا حمراء لكبح جماح مساعيه التي تهدف إلى ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية وقمع الشعب الفلسطيني، لكن وزراء نتنياهو ضربوا بالتوصيات الأمريكية عرض الحائط وقاموا بتأجيج التوترات في الأراضي المحتلة، وعلى رأسهم بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الذي دعا إلى "محو" قرية حوارة الفلسطينية، ورفيقه إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، الذي أصدر أوامر للشرطة بـ"تصفية" الفلسطينيين، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية.
رفض استضافة نتنياهو في البيت الأبيض
وقالت مصادر أمريكية رفيعة لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الشهر الماضي، إن خطط الولايات المتحدة لاستضافة نتنياهو تم تأجيلها، إذ أوضح المصدران أن إدارة بايدن تشعر بالإحباط من الحكومة الجديدة، وسياستها تجاه الفلسطينيين وتنتظر لترى ما سيحدث في الأراضي المحتلة خلال شهر رمضان المبارك الذي يبدأ في وقت لاحق من هذا الشهر، مؤكدين أن هناك استثناء لمسؤول إسرائيلي واحد، وهو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، السفير السابق لدى الولايات المتحدة، الذي يعمل كنقطة انطلاق لنتنياهو للعلاقات الإسرائيلية مع إدارة بايدن.
وترى صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن "نتنياهو" يركز في زياراته إلى العواصم الأوروبية على حشد قوة إقليمية للعمل ضد طهران، مستنكرة اصطحابه لزوجته في ثلاث رحلات خارجية في أسبوع واحد لقضاء عطلة الأسبوع بعيدًا عن التظاهرات، وسط اضطرابات سياسية ناجمة عن "التعديلات القضائية" المثيرة للجدل لحكومته اليمينية المتطرفة، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
ولم يتضح بعد الدولة التالية على قائمة الزيارات السياسية لرئيس الوزراء بعد بريطانيا، ومن المحتمل أنها ستكون المجر، إذ تلقى نتنياهو دعوة من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان عند تنصيب الحكومة، لكن لم يتم تحديد موعد للزيارة بعد، من بين الدول التي قد يزورها نتنياهو قريبًا اليونان وقبرص أو ربما حتى الهند واليابان.