قال الكاتب الصحفي والإعلامي عادل حمودة، إن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية عرفا الطائرة بدون طيار للمرة الأولى في الحرب العالمية الأولى، وجرى اختبار الطائرة البريطانية أول مرة في مارس عام 1917، فكانت طائرة صغيرة يتحكمون فيها عن طريق الراديو، بينما اختبار الطائرة الأمريكية جاء في أكتوبر 1918، لكن رغم نجاح الاختبارات الأولية ظل استخدام الطائرة بدون طيار استخدامًا عسكريًا محدودًا.
وأضاف "حمودة"، خلال برنامج "واجه الحقيقة"، المذاع على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية"، أنه في الوقت نفسه استمرت الدول في تطوير هذا السلاح الحديث المثير للدهشة، إذ إنه في عام 1935 صنع البريطانيون عددًا من الطائرات تحكموا فيها عن بُعد، ومن ثمّ في عام 1960 بدأت الولايات المتحدة برنامجها العالي السرية للطائرات بدون طيار.
وأوضح "حمودة"، أنه تم إطلاق البرنامج بعد حادثة إسقاط طائرة التجسس الأمريكية "يوــ تو" واتهام قائدها فرانسيس جراي بالتجسس في الاتحاد السوفيتي عام 1959، إذ استهدف البرنامج صناعة الطائرة المسيّرة لاستخدامها في التجسس والتصوير وجمع المعلومات، وكان أول استخدام عسكري حقيقي للطائرات بدون طيار كان في حرب فيتنام.
وتابع "عادل حمودة" أن في تلك الحرب استخدمت الطائرات بدون طيار في إطلاق الصواريخ على أهداف ثابتة والقاء منشورات الدعاية السوداء، وعند نهاية حرب فيتنام كانت الولايات المتحدة مستعدة لتوسيع نطاق برنامج الطائرات بدون طيار على نحو غير مسبوق.
وأشار إلى أن الطائرة بدون طيار أو الدرون أو المسيّرة هي طائرة تُوجه عن بُعد أو تُبرمج مسبقًا لاتخاذ مسار محدد، ويتحكم في مسار الطائرة جهاز كمبيوتر في الطائرة نفسها أو من خلال ريموت كنترول يمسك به طيار يسمي "ضابط أنظمة الحركة" وهو يوجد على الأرض أو في طائرة أخرى، وفي الغالب تحمل الطائرة إما كاميرات للتصوير أو قذائف ستلقي بها.
ولفت الى أن الطائرة بدون طيار تُنفذ مهام متنوعة، منها الاستشعار عن بُعد، حيث توجد في بعض الطائرات أجهزة استشعار الطيف الكهرومغناطيسي ومجسات أشعة جاما وأجهزة الاستشعار البيولوجي وأجهزة الاستشعار الكيميائي، وتستخدم الطائرات أيضًا في رسم الخرائط والمراقبة الجوية للمناطق الشاسعة.
واختتم "حمودة" أنه يتم الاستفادة بالطائرات بدون طيار على نحو واسع في مكافحة اشتعال النيران ومساعدة دوريات الطرق ومكافحة القرصنة، كما شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا كبيرًا في استخدام تكنولوجيا الطائرة بدون طيار في عمليات المراقبة الجوية، وتبقى الوظيفة الأكثر أهمية التي تقوم بها الطائرة بدون طيار وهي الهجمات العسكرية، لذلك يمكن القول إن هذه الطائرة الصغيرة غيّرت طبيعة الحروب الحديثة.