أثار إصدار المحكمة الجنائية الدولية، مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اهتمامًا عالميًا، بين ترحيب أوكراني غربي، ورد روسي مُستنكر، دار السؤال: هل يمكن أن يُسجن الرئيس الروسي بالفعل بعد القرار؟
في البداية يعني القرار أن الرئيس الروسي، معرض للاعتقال إذا ما سافر إلى الدول الأعضاء بالمحكمة الجنائية الدولية، والتي يتجاوز عددها 120 دولة، إذ يحق للمحكمة أن تطلب من الدول الأعضاء اعتقال "بوتين"، أما الدول التي ليست عضوة في المحكمة الجنائية الدولية، فهي ليست مُلزمة بقراراتها.
هل يمكن اعتقال بوتين؟
في الوقت الحالي، يتمتع الرئيس الروسي، بالحصانة داخل بلاده، إذ أعلنت كبرى المؤسسات الروسية، رفضها القاطع لمذكرة الجنائية الدولية، وأكد الكرملين أنه لا يعترف بالولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية، وأن أي قرارات للمحكمة باطلة فيما يتعلق بروسيا.
دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين لم يجب على سؤال يتعلق بما إذا كان الرئيس الروسي يخشى السفر إلى الدول التي تعترف بالولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية، مُؤكدًا أنه ليس لديه ما يقوله في هذا الشأن.
وبالتالي فإن "بوتين" لا يواجه خطر القبض عليه، ما دام بقي داخل روسيا، ويبقى الخطر حال سفره إلى دول تعترف بالولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية، ومن المؤكد أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لن يخاطر بالسفر إلى أي دولة قد تنفذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية.
ومنذ بدء العملية الروسية الأوكرانية، اقتصرت زيارات بوتين، على "دول الخارج القريب"، والتي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي السابق، إلى جانب زيارته إلى إيران في يوليو الماضي.
عقبات محاكمة بوتين
وفقًا لـ"بي بي سي"، هناك عقبتان تقفان في طريق محاكمة بوتين، الأولى تتمثل في عدم اعتراف روسيا بالمحكمة الجنائية الدولية، أما الثانية فهي أن المحكمة الجنائية الدولية لا تعقد محاكمات غيابية، وهو ما يجعل الباب مُغلقًا أمام محاكمة بوتين في الوقت الحالي.
الاتهامات الموجهة لبوتين
قرار اعتقال الرئيس الروسي، لم ينص على إدانة الرئيس الروسي، ولكنها دعوة للتحقيق لاتهامه بالمسؤولية عن جرائم حرب ارتكبت في أوكرانيا، ونصت المذكرة الأولى للجنائية الدولية، على أن اعتقال بوتين، يأتي للاشتباه في تورطه في ترحيل غير قانوني لأطفال ونقل غير قانوني لأشخاص من أراضي أوكرانيا إلى الاتحاد الروسي.
رد فعل روسيا
في أول رد فعل للكرملين، قال إنه لا يعترف بالولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية، وذكر دميتري بيسكوف، المُتحدث باسم الكرملين، أن روسيا ترى أن الأسئلة التي طرحتها الجنائية الدولية "شائنة وغير مقبولة"، وأن أي قرارات للمحكمة "باطلة" فيما يتعلق بروسيا.
أما ماريا زاخاروفا، المُتحدثة باسم وزارة الخارجية، فقالت إن قرارات المحكمة الجنائية الدولية ليس لها معنى بالنسبة لروسيا، حتى من الناحية القانونية.
وأضافت: "روسيا ليست طرفًا في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وليس عليها أي التزامات بموجبه".
رد فعل أوكرانيا
وصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قرار المحكمة الجنائية الدولية، بأنه تاريخي، وحمل بوتين المسؤولية عن ترحيل آلاف الأطفال الأوكرانيين إلى روسيا.
وقال الرئيس الأوكراني إن هذا القرار التاريخي سيؤدي إلى محاسبة تاريخية، مشيرًا إلى أنه تم نقل أكثر من 16 ألف طفل، مُشيرًا إلى أن ترحيلهم يُشكل سياسة "دولة الشر التي تبدأ تحديدًا من أعلى مسؤول في تلك الدولة".
وتابع: "كان من المستحيل تنفيذ مثل هذه العملية الإجرامية دون موافقة الرجل الذي على رأس الدولة الإرهابية".