الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مهرجان الإسماعيلية للأفلام ينطلق بطابع شعبي ومشاركة دولية ولمسات وفاء

  • مشاركة :
post-title
جانب من تكريم رموز العمل السينمائي بالمهرجان

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

تخلق الأفلام التسجيلية الوثائقية والقصيرة حوارًا من نوع خاص بين الثقافات المختلفة، لتعبر بصدق عن قضايا واقعية، تجعلنا قادرين على إدراك وفهم المجتمعات بشكل أعمق، والظروف التي شكّلت وجدان الشعوب وأثرت في حاضرها ومستقبلها أيضًا، وهذا الإيمان بأهمية هذه النوعية من الأفلام كانت أحد أسباب نشأة مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية القصيرة للمرة الأولى عام 1991.

سنوات ممتدة من عمر المهرجان تميزه، وتصبغه بلون خاص مع كل دورة جديدة، فبهوية من قلب محافظة الإسماعيلية ممثلة في فرق فنون شعبية ترقص وتغني، وملامح مختلفة تحتفي بشرائط سينمائية مغايرة للروائية الطويلة أو التجارية، ومشاركة لجان تحكيم من جنسيات مختلفة، أقيم حفل افتتاح الدورة الـ ٢٤ لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، بحضور صنّاع سينما متميزين من أجيال عدة، بعيدًا عن نجوم الشهرة والأضواء.

الصفات الخاصة لمهرجان الإسماعيلية للأفلام، تمنحه طابعًا يميزه، الأمر الذي يصفه رئيسه الناقد عصام زكريا بأنه مهرجان يتسم بالجدية، سواء في برمجته أو الندوات التي ينظمها والكتب الصادرة عنه وغيرها من الفعاليات، ومهما تغيرت إداراته أو الظروف التي يقام بها تظل هويته حاضرة وأفلامه التسجيلية والقصيرة التي يعرضها مميزة.

شوارع محافظة الإسماعيلية تزينت بلافتات للمهرجان، الذي يعد بمثابة عيد سينمائي لأهالي المحافظة، لتحتضن أرضها مساء أمس افتتاح الدورة الـ 24، حيث صعد إلى مسرح قصر الثقافة عصام زكريا رئيس المهرجان ليؤكد أن تضافر جهود كل المسؤولين مع إدارة المهرجان كان له الفضل الأول في خروج الدورة إلى النور، موضحًا أن الأمر لم يكن سهلًا، ومشبهًا العمل على إقامة المهرجانات السينمائية بصناعة الأفلام التي تحتاج إلى أشهر عدة من الإنتاج والتحضير والميزانية.

وفي كلمتها شددت رئيس المركز القومي للسينما منار حسني، على قيمة السينما التسجيلية والشرائط الوثائقية والقصيرة، التي تتضمن رسائل مهمة يتم نقلها والتعبير عنها بشكل بسيط خلال دقائق معدودة، رغم أن تناولها في أشكال أخرى قد يستغرق ساعات، ليتفق معها في الأمر الدكتور خالد عبد الجليل الذي حضر نائبًا عن وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني، إذ تغيبت الأخيرة لارتباطها بظروف عمل.

وأكد خالد عبد الجليل، على الدور الكبير الذي يلعبه مهرجـان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسـجيلية والقصيرة، واصفًا إياه بالأقدم والأعرق عربيًا، وأن حفاظه على كيانه وطابعه وتقاليده الخاصة يأتي بفضل جهود أبنائه من الفنانين المتميزين على مدار دوراته المختلفة.

تكريمات المهرجان

ومما يؤكد أهمية الفن المصري وانتشاره في دول عدة، ما ذكره المخرج الأيرلندي مارك كازينز، عقب تكريمه في حفل الافتتاح، إذ عبّر عن عشقه لـ4 من رموز الإبداع بمصر في مجالات مختلفة، وهم حسن فتحي أحد أبرز المهندسين المعماريين، وفي السينما المخرج شادي عبد السلام والمخرج يوسف شاهين، وفي الغناء كوكب الشرق أم كلثوم.

وتعبيرًا عن وفاء إدارة المهرجان وتقديرها لأحد أبرز مخرجي الوثائقيات، تسلمت ابنة المخرج الراحل سميح منسي تكريمه على خشبة المسرح، وسط تصفيق من الحاضرين، وكان والدها توفي في أواخر يناير الماضي عقب متاعب صحية.

وتواصلت التكريمات التي لم تغفل إعطاء النقد الفني حقه بتكريم المؤرخ والناقد على محمود، وأيضًا تكريم مدير التصوير السينمائي محمود عبد السميع.

يشارك في المهرجان هذا العام نحو ١٢٣ فيلمًا من ٥٠ دولة منها ١٦ فيلمًا تسجيليًا طويلًا و١٤ فيلمًا تسجيليًا قصيرًا و٢٠فيلمًا روائيًا قصيرًا و١٨ فيلم تحريك و١٧ فيلمًا من أفلام الطلبة كما يعرض ٤ أفلام للمكرمين و٥ أفلام ضمن برنامج الأفلام العابرة للنوع أيضًا، ويعرض ١٧ فيلمًا في برنامج الأفلام القصيرة جدًا و٤ أفلام في برنامج أفلام البورتريه، بالإضافة إلى فيلمين خارج المسابقة، أيضًا يحتفي المهرجان بالسينما الألمانية ضيف شرف هذه الدورة من خلال عرض ٦ أفلام.