بينما يخضع الجنود الأوكرانيون للتدريب على دبابات "ليوبارد 2" الألمانية الصنع في ألمانيا وإسبانيا، استعدادًا لاستخدامها في جبهات القتال مع روسيا، أكد الجيش الأوكراني أن جنوده سيخوضون معارك دامية؛ لمنع القوات الروسية من السيطرة على مركز مدينة باخموت شرقي البلاد.
أشار أولكسندر سيرسكي، قائد القوات البرية الأوكرانية، إلى أن الوضع في باخموت وما حولها لا يزال يُمثل تحديًا، وأكد أن وحدات فاجنر تتحرك إلى الأمام خلال عدد من الاتجاهات، في محاولة لخرق دفاعات القوات الأوكرانية والتقدم إلى أحياء وسط المدينة.
بالإضافة إلى ذلك، تم نشر صور قائد القوات البرية في الجيش الأوكراني، يتفقد قواته على الجبهة الشرقية.
وبحسب بيان عسكري، تحاول هذه القوات تكبد خسائر كبيرة؛ من أجل الضغط على القوات الروسية للانسحاب من الهجوم.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن حرس الحدود الأوكراني أنهم نجحوا في صد محاولة فاجنر لمهاجمة باخموت.
وبحسب البيان، فقد اضطر المهاجمون للفرار بعد اشتباكهم المباشر وتبادل إطلاق النار، وقتل أحد أعضاء فاجنر وأسر آخر.
معركة باخموت
أصبحت مدينة باخموت المحور الرئيسي لحملة الشتاء الروسية، التي شارك فيها مئات الآلاف من جنود الاحتياط ومجموعة فاجنر.
وتعتبر المعركة التي استمرت لأشهر للسيطرة على المدينة أكثر معارك المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث وصف كلا الجانبين معركة باخموت بأنها معركة وحشية.
وبينما قالت كييف الأسبوع الماضي، إنها قررت الدفاع عن باخموت بدلًا من الانسحاب، استولت القوات الروسية بقيادة كتلة فاجنر على الجزء الشرقي من المدينة، لكنها امتنعت حتى الآن عن الحصار.
وقالت موسكو إن السيطرة على باخموت ستكون انتصارًا كبيرًا؛ لأنها ستمهد الطريق لبقية منطقة دونيتسك، الهدف الرئيسي للحرب، بينما قالت كييف إنها قررت عدم سحب قواتها ومواصلة القتال لإلحاق خسائر بالجيش الروسي.
تعتقد أوكرانيا أن الهجوم على باخموت كان بدافع حاجة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى إعلان فوزه الوحيد منذ أكثر من ستة أشهر.
وصف يفجيني بريجوزين، رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، الوضع في باخموت بأنه صعب للغاية، وأضاف أن الأوكرانيين يتشبثون بكل متر في المدينة ويتلقون دعمًا مستمرًا وإمدادات لا نهاية لها.
وبحسب حساب "بريجوزين" على Telegram، فإن المعارك تزداد شراسة مع اقتراب القوات من مركز باخموت، لكن التقدم لا يزال مُستمرًا بمساعدة قواته وأسلحته الروسية، نافيًا أي خلاف أو عداء بين مقاتلي فاجنر والجيش الروسي.
دعم غربي
وفي سياق متصل، نقلت شبكة "بلومبرج" عن أشخاص على دراية بالموضوع قولهم إن الاتحاد الأوروبي، يكافح من أجل تلبية احتياجات أوكرانيا من الذخيرة في أسرع وقت ممكن.
تتوقع مصادر الشبكة أن يوقع الاتحاد الأوروبي على خطة لتزويد أوكرانيا بالذخائر خلال هذا الأسبوع، قائلة إنه لم يقرر بعد كيفية تزويد كييف بقذائف 155 ملم هذا العام، ذاكرة أن وزراء الدفاع الأوروبيين وافقوا هذا الشهر على اقتراح من قبل، جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، باستخدام 1.1 مليار دولار لتزويد أوكرانيا بالذخيرة من المخزونات الحالية.
ليوبارد 2 في الطريق
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "دي تسايت" الألمانية أن الجيش الأوكراني جاهز لاستخدام دبابة القتال الرئيسية ليوبارد 2 بعد أسابيع من التدريب المكثف في ألمانيا.
وبحسب الصحيفة الألمانية، فقد أشارت إسبانيا إلى أن العشرات من الجنود الأوكرانيين أكملوا تدريبًا لمدة شهر في إسبانيا باستخدام دبابات ليوبارد 2 أرسلها الغرب إلى كييف أو وعد بالقيام بذلك.
قالت مصادر حكومية إسبانية، إنه بعد وصول الجنود الأوكرانيين إلى إسبانيا منتصف فبراير، تقرر أن يغادروا إلى بولندا يوم الأربعاء قبل التوجه إلى الجبهة الأوكرانية في النهاية.
وقال الضابط الإسباني كونتريراس، للصحفيين إن الجنود تدربوا في قاعدة سان جريجوريو العسكرية في مدينة سرقسطة، بشمال شرق إسبانيا لمدة 12 ساعة في اليوم، ستة أيام في الأسبوع.
في الأساس، تُعد هذه التدريبات الفنية والتكتيكية العملية جزءًا من المساعدة العسكرية التي تقدمها دول الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا.
وقال "كونتريراس" إن الجنود، الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و60 عامًا ولديهم خبرة سابقة بالدبابات، "يريدون العودة إلى ديارهم" وسيعودون إلى ديارهم "بمعرفة عميقة بدبابة القتال الرئيسية ليوبارد 2".
وأشار إلى أنه "على الرغم من اختلاف الدبابات، إلا أن هناك الكثير من الأنظمة المماثلة التي تجعل الأمور أسهل كثيرًا"، مُؤكدًا أن أوكرانيين أشاروا إلى أن دبابات ليوبارد "كانت أداؤها أفضل"، من الدبابات التي استخدموها من قبل وتلك التي واجهوها "من الجانب الروسي".