في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لاحتواء تداعيات انهيار بنك "سيليكون فالي"، ألقت الأزمة الاقتصادية بظلال قاتمة على الأسواق العالمية، وكذلك في إسرائيل، حيث تكبدت الشركات الإسرائيلية خسائر كبيرة وتُواجه أزمة في دفع رواتب موظفيها؛ لأن نحو 89% من الودائع كانت غير مؤمنة، اعتبارًا من نهاية عام 2022، حسبما ذكر موقع "آي 24 نيوز" الإسرائيلي.
علامات استفهام
ولأول مرة منذ انهيار بنك "ليمان براذرز" في عام 2008، انهار بنك "سيليكون فالي"، وهو مؤسسة مصرفية عالمية أخرى في الولايات المتحدة، يوم الجمعة الماضي، ما أثار علامة استفهام كبيرة حول تأثير أزمة إفلاس "سيليكون" على قطاع "الهايتك" الإسرائيلية، الذي يُعاني بالفعل من تبعات التعديلات القضائية التي تسعى لها الحكومة الإسرائيلية، وتسببت في هروب مئات المستثمرين الأجانب وتراجع العملة الإسرائيلية.
وعلق بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، على انهيار بنك "سيليكون فالي (SVB) الأمريكي، قائلًا: "إنه سيتسبب في أزمة عميقة لقطاع صناعة التكنولوجيا الفائقة "الهايتك"، مُؤكدًا أن حكومته ستتخذ خطوات من شأنها مساعدة الشركات الإسرائيلية، التي تتمركز أنشطتها في إسرائيل، للتغلب على أزمة السيولة التي تواجهها تل أبيب؛ بسبب الاضطرابات الناجمة عن "التعديلات القضائية" التي تهدف لإضعاف القضاء، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية.
وعن تأثير انهيار مصرف "سيليكون فالي" على إسرائيل، أشار موقع "كالكاليستك" المالي الإسرائيلي، إلى أن المصرف الأمريكي الذي تمت مصادرة أصوله يوم الجمعة الماضي، هو مصدر تمويل لأكثر من 100 شركة إسرائيلية ناشئة، تعمل في قطاع التكنولوجيا العالية، مُؤكدًا أن تداعيات إفلاسه ستترك أثرًا فادحًا على قطاع التكنولوجيا "الإسرائيلي"، وعلى الوظائف في "إسرائيل".
انهيار الاقتصاد الإسرائيلي
ويُشار إلى أن العديد من الشركات الناشئة المبتكرة في إسرائيل تلقت تمويلًا من SVB بأسعار فائدة مريحة للغاية، لكنّ الاستثمارات المتضائلة الأخيرة في شركات التكنولوجيا العالية، تسببت في تخلف العديد منها عن سداد مدفوعاتها، حسبما ذكرت صحيفة "الصحافة اليهودية"، وهي أكبر صحيفة أسبوعية يهودية، تصدر من واشنطن، يديرها ديفيد كوهين وغادي موشيه، ويخدم ما يُقدر بنحو 500 شركة إسرائيلية.
ومع اشتعال الاحتجاجات في تل أبيب ضد الحكومة الإسرائيلية، حذر قطاع "الهايتك" الإسرائيلي من انهيار الاقتصاد الإسرائيلي، إثر هروب المستثمرين الأجانب؛ احتجاجًا على "التعديلات القضائية" التي تروج لها حكومة نتنياهو، والذين قاموا بسحب أموالهم من البنوك الإسرائيلية المحلية، الشهر الماضي، ونقلها إلى"SVB"، مما سيضاعف خسائرها، وربما يتسبب في انهيارها.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قد أوضحت في أعقاب إعلان إفلاس بنك "سيليكون"، أن العديد من الشركات الإسرائيلية الفائقة في صناعة التكنولوجيا، تحتفظ بإيداعاتها في فرع "SVB"، والذي يشغّل فرعًا في "إسرائيل"، وفي أعقاب الانخفاض الحاد في سعر سهم البنك، حاولت العديد من الشركات المحلية تحويل أصولها إلى بنوك أخرى، مما سيزيد أزمة البنك والشركات سوءًا، فيما أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، بأن شركة "سيركيل" الإسرائيلية للعملات المشفرة، تودع في المصرف ذاته 3.3 مليار دولار، وهي أيضًا مُهددة بالتعثر.