أكد المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني بالإجماع، اليوم الأحد، تعيين الجنرال لي شانج فو، كوزير جديد للدفاع في البلاد.
ويعد الجنرال لي شانج فو من قدامى المخضرمين في جهود تحديث جيش التحرير الشعبي الصيني، وسبق وأدرجته الولايات المتحدة الأمريكية في قائمة العقوبات.
في عام 2018، فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقوبات على "لي" وإدارة تطوير المعدات الصينية - التي كان مسؤولًا عنها في ذلك الوقت - لشراء أسلحة روسية، بما في ذلك طائرة مقاتلة من طراز "سو 35" ونظام صواريخ أرض-جو من طراز "إس 400".
ولهذا السبب، يشار إلى أن خطوة تعيين "لي" وزيرًا للدفاع الصيني، قد تؤدي إلى تصعيد التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بحسب ما أفادت وكالة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية.
كما قد يشي صعود "لى" إلى أعلى منصب عسكري في البلاد، إلى تركيز بكين المتزايد على تكنولوجيا الدفاع الجوي والحروب الإلكترونية، لا سيما أنه يتمتع بخبرة في المجال الجوي.
وكانت العلاقات الأمريكية الصينية شهدت خلال الفترة الماضية تصعيدًا كبيرًا، لا سيما بعد أزمة بالونات التجسس التي انضمت إلى ملفات خلافية أخرى بين البلدين، أبرزها تايوان.
وانضم "لي" إلى اللجنة العسكرية المركزية في نفس الجلسة التي عقدها البرلمان الصينى، اليوم، ليصبح أول عسكري في تلك اللجنة من قوة الدعم الاستراتيجي بالجيش، التي أنشئت عام 2015، لإعادة التركيز على الفضاء والحرب الإلكترونية.
وكان "لي" تولى بعد تخرجه في الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع، مناصب عدة في مركز "شي تشانج" لإطلاق الأقمار الصناعية، كما أطلقت الصين خلال عمله في المركز بنجاح أول صاروخ مضاد للأقمار الصناعية.
وعمل "لي" في إدارة التسليح العامة للجيش بين عامي 2013 و2015. في عام 2016، تم تعيين "لي" نائبًا لقائد قوة الدعم الاستراتيجي الجديدة، في ذلك الوقت التابعة لجيش التحرير الشعبي، وهي هيئة النخبة مُكلفة بتسريع تطوير قدرات الصين في مجال الفضاء والحرب الإلكترونية.
وقال الخبراء، حسب ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية: إن تعيين "لي" وزيرًا للدفاع الصيني، سيراقب عن كثب من قبل واشنطن بالنظر إلى خلفيته، على الرغم من أن المنصب يُنظر إليه على أنه دبلوماسي وشرفي إلى حد كبير.
ونقلت"رويترز" عن خبراء دفاع، إن تعيين "لي" يعتبر مكافأة للجنرال على عمله في تحديث الجيش الصيني.
وقال الخبراء إن تاريخ "لي" كشخصية تكنوقراط ومهندس فضاء، الذي عمل في برنامج الأقمار الصناعية بالصين من شأنها أن تلعب دورًا رئيسيًا في منصبه الجديد وزيرًا للدفاع الصيني.
ونقلت "سي. إن. إن" عن جيمس تشار من مدرسة الدراسات الدولية في سنغافورة "إس راجارات نام": "إن الخلفية التشغيلية والتكنولوجية لوزير الدفاع الصيني الجديد، وثيقة الصلة بشكل خاص بالنظر إلى أن جيش التحرير الشعبي، يهدف إلى أن يصبح جيشًا على مستوى عالمي بحلول عام 2049".