الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ألمانيا: بكين الشريك التجاري الأهم لأوروبا.. ولا نسعى "للانفصال" عنها

  • مشاركة :
post-title
المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الصيني شي جين بينج

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

 ترأس المستشار الألماني أولاف شولتس، وفدا إلى بكين، الجمعة، في رزيارة تستغرق يومًا واحدًا، ورافقه خلال الزيارة 12 من المسؤولين التنفيذيين للشركات الألمانية، ويعد شولتس أول زعيم من ضمن دول مجموعة السبع يزور بكين منذ تفشي فيروس كورونا، وذلك حسبما ذكر الموقع الرسمي لقناة "فينيكس" الإخبارية الصينية.

وخلال زيارته لبكين، التقي المستشار الألماني، الرئيس الصيني شي جين بينج، في قاعة الشعب الكبرى، والذي أعرب أن تلك الزيارة من شأنها تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة بين البلدين، وتعميق التعاون الثنائي في جميع المجالات، ووضع خطط جيدة لتنمية العلاقات الصينية الألمانية.

وأضاف شي، أن هذا العام يصادف الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية الألمانية الصينية، والتي تظهر أنه لطالما حافظت كل من الصين وألمانيا، على قواعد الاحترام المشترك، والوصول إلى أرضية مشتركة في ظل بعض الخلافات، متابعًا:" تعلمنا من بعضنا، ولن ينحرف مسار العلاقة بين البلدين وستكون الخطوات ثابتة".

ووصف الرئيس الصيني الوضع الراهن على الساحة الدولية بأنه "معقد"، مؤكدا أنه يجب على بكين وبرلين، باعتبارهما قوتين مؤثرتين أن تعملا معا في ظل تلك التغيرات والفوضى التي يشهدها العالم، للإسهام في إحلال السلام والازدهار.

الاقتصاد محور الزيارة

ورافق شولتس في هذه الزيارة 12 من المديرين المنفذين للعديد من الشركات الألمانية الكبرى، منها شركة "باسف" العملاقة للكيماويات، ومن قطاع السيارات، مجموعة فولكس فاجن ومجموعة "بي إم دبليو، وفي قطاع الأدوية شركتي "باير" و"ميرك"، وبالنسبة للقطاع الاقتصادي رافق شولتس وفد من "دويتشه بنك" وبعض مديري الشركات الكبرى، وتحديدًا في المجالات الرئيسية والصناعية بين البلدين، ما يثبت أن الصناعة والتجارة الألمانية تعلق أهمية كبيرة على الأسواق الصينية، ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "هاندلسبالت" الألمانية، فإن ما يقرب من مائة شركة ألمانية قدمت طلبًا للمشاركة في هذه الزيارة، ولكن سُمح لـ12 شركة فقط بمرافقة شولتس.

وبلغت المبيعات السنوية لهذه الشركات الألمانية في بكين عشرات المليارات من اليورو، وعلى جانب آخر، قررت العديد من الشركات زيادة استثماراتها في بكين في المستقبل القريب.

ومن جهتها، أعلنت شركة "باسف" الألمانية العملاقة للكيماويات، أنها ستستثمر ما يقرب من 10 مليارات يورو قبل عام 2030، لبناء قاعدة متكاملة في مدينة تشانج يانج بمقاطعة جوانج دونج، كما صرحت شركة فولكس فاجن، أنها سوف تستثمر 2.4 مليار يورو لبناء مشروع مشترك مع شركة صينية لصناعة الرقائق الذكية، وتظهر الإحصائيات، أن ألمانيا تسرع من وتيرة استثماراتها في الصين، وهو ما يجعلها أكبر مصدر للاستثمارات الأوروبية في الصين، بنسبة قدرها 46 في المئة.

وتظهر بعض البيانات الصينية، أن التطور الاقتصادي الذي تشهده الصين لا يضاهيه مثيل، ومن الطبيعي أن يدفع ألمانيا إلى التعاون المشترك مع بكين، خاصة في ظل حالة الركود التي شهدتها برلين بعد اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث أصبح التعاون بين البلدين أكثر أهمية لألمانيا.

وقبل زيارته لبكين، كتب شولتس مقالًا في إحدى الصحف الألمانية، قال فيه: "إنه حتى مع التغيرات التي نشهدها، ستظل الصين الشريك التجاري الأهم لأوروبا وألمانيا، وستسعى ألمانيا إلى التعاون مع بكين لتحقيق مصالح مشتركة للجانبين".

زيارة شولتس تعكس التوجه المستقبلي للدبلوماسية الألمانية

ويصادف هذا العام الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية الألمانية الصينية، ويتطلع الجانبان إلى تطوير علاقتهما الثنائية في المستقبل،

وكانت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل زارت الصين 12 مرة خلال 16 عامًا من توليها زمام البلاد.

وقال يانج جي بو، مدير مركز التعاون الصيني الألماني التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، في مؤتمر صحفي "إنه بالنظر إلى مكانة الصين الدولية وتقارب العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الألمانية وحجمها، فإن زيارة شولتس للصين ضرورية".

وتسببت الأزمة الروسية الأوكرانية في تفاقم أزمة الطاقة، وبالتالي الركود الاقتصادي في ألمانيا، باعتبارها أكبر اقتصاد في أوروبا، وتعد الصين الشريك الأفضل لبرلين، وذلك لعدة عوامل، منها، بيئة الأعمال الفائقة، وانخفاض أسعار الطاقة، ونظام سلاسل التوريد الكامل نسبيًا، والأسواق الضخمة، كلها بلا شك عوامل جذابة للصناعة الألمانية، وفي الوقت ذاته، تلعب العلاقات الصينية الألمانية دورا هاما لتطوير العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، وذلك لمكانة ألمانيا الكبيرة في الاتحاد. كما أن الاجتماع بين القادة الصينيين والألمان والتواصل بين شركات البلدين سيبعث برسالة إيجابية إلى دول الاتحاد الأوروبي وسيدفعهم إلى زيادة التواصل والاستثمار مع بكين.