اشتعلت حرب كلامية بين واشنطن وبكين، خلال الفترة الماضية، في ظل تبادل الاتهامات بين مسؤولي البلدين.
ولم يتوان تشين جانج، وزير الخارجية الصيني، خلال أول مؤتمر صحفي له، أمس الثلاثاء، خلال الاجتماع السنوي لمؤتمر الشعب الوطني في بكين، عن الهجوم على الولايات المتحدة واتهامها بالسعي إلى عزل الصين.
وأكد وزير الخارجية أن بلاده ستدافع بحزم عن سيادتها وترفض العقوبات الأحادية، وأن العلاقات تتطور مع روسيا كلما كان العالم أكثر اضطرابًا.
وشدد وزير الخارجية الصيني أن بلاده تعارض بحزم جميع أشكال الهيمنة، وعقلية الحرب الباردة، لافتًا إلى أنه يجب أن تكون العملة المستخدمة في التجارة الصينية الروسية "آمنة وجديرة بالثقة".
منافسة لا صراع
وجاء الرد الأمريكي سريعًا، بعد أن رفضت واشنطن المزاعم الأخيرة من الجانب الصيني، بأن الولايات المتحدة تسعى لعزل الصين، بحسب دير شبيجل الألمانية.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن العلاقة مع الصين علاقة منافسة لا صراع، مؤكدًا أن بلاده تريد التنافس والفوز بتلك المنافسة مع الصين.
حرب اقتصادية
وتتزايد حدة الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، وفاقم الأمر موقف بكين الداعم لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.
وفرضت الولايات المتحدة قيودًا على الصادرات إلى الصين، في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك لرقائق الكمبيوتر.
وقالت وزارة التجارة الأمريكية، إن الولايات المتحدة أضافت 37 كيانًا إلى قائمتها السوداء للتجارة، بسبب أنشطة تشمل تقديم مساهمات للجيش الروسي ودعم الجيش الصيني وتسهيل انتهاكات حقوق الإنسان، في ميانمار والصين أو الانخراط فيها، بحسب "رويترز".
وأضافت ثيا كيندلر، مساعدة وزيرة الخارجية في بيان، "عندما نحدد الكيانات التي تمثل مصدر قلق للولايات المتحدة يتعلق بالأمن القومي أو السياسة الخارجية، فإننا نضيفها إلى قائمة الكيانات لضمان تمكننا من التدقيق في معاملاتها".
المنطاد وأزمة دبلوماسية
وأثارت واقعة المنطاد الخلاف بين الصين وواشنطن، وهو ما أكده وزير الخارجية الصيني، بعد أن قال، إن تعامل واشنطن مع حادثة المنطاد أدى إلى أزمة دبلوماسية كان من الممكن تجنبها.
وقالت الصين إن مناطيد أمريكية حلقت على ارتفاع كبير فوق مجالها الجوي دون إذن أكثر من 10 مرات منذ بداية عام 2022، في تصريح يوسع هوة الخلاف الدبلوماسي، بعد أن أسقط الجيش الأمريكي ما وصفه بأنه منطاد تجسس صيني.
وكان أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، قال إن بلاده لم تبالغ في إسقاطها المنطاد، وإنه ليس هناك شك في أنه كان يحاول القيام بعملية تجسس بشكل نشط.
وأوضح أن القلق الرئيسي للولايات المتحدة هو احتمال أن تقدم الصين دعمًا ماديًا، للجهود الحربية الروسية في أوكرانيا.