21 شهرًا متبقية على الانتخابات الرئاسية الأمريكية (نوفمبر 2024) التي تحظى كل 4 سنوات باهتمام كبير من كل دول العالم، خصوصًا بعد حالة الانقسام التي ضربت المجتمع الأمريكي حول المرشحين المحتملين ورفضه لبعضهم الذين فشلوا في إقناع الأمريكيين بأنهم يخدمون مصالحهم، فضلًا عن حالة التصعيد التي شهدتها الأشهر الأخيرة بين جو باين وسلفه دونالد ترامب بعد تبادل الاتهامات بينهما، وظهور أزمة الوثائق السرية، كل ذلك وضع الانتخابات على المحك، وبلغ التوتر ذروته داخل الحزب الديمقراطي بعد الاختلاف بين قادته حول ترشح "بايدن" لولاية ثانية، في الوقت نفسه رفض بعض الجمهوريين إعلان "ترامب" ترشحه للانتخابات في ظل سياسته التي دمرت الولايات المتحدة الأمريكية، فما هي السيناريوهات المحتملة في هذه الانتخابات؟.. ولماذا تأخر جو بايدن في إعلان ترشحه؟
يرى بعض الخبراء في حديثهم لقناة "القاهرة الإخبارية"، أنَّ الانتخابات الأمريكية قد تتحول إلى "أزمة" بسبب حالة الصراع التي يعيشها الحزبان الجمهوري والديمقراطي، فضلًا عن الانقسام المستشري داخل المجتمع الأمريكي ورفضه للوجوه القديمة التي أصبحت باهتة، وفشلت في تقديم حلول للأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد التي تسببت في زيادة الأسعار الأساسية، ووقوع بعض الحوادث الكبري التي أثرت على المواطنين.
المرشحون المحتملون
جو بايدن: الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية وأبرز مرشحي الحزب الديمقراطي، اُنتخب أول مرة لمجلس الشيوخ عام 1972، وأصبح سادس أصغر سيناتور في تاريخ أمريكا، وشغل منصب نائب رئيس الولايات الأمريكية في الفترة من 2009 إلى 2017 إبان حكم الرئيس باراك أوباما، ويواجه العديد من التحديات عقب العثور على وثائق سرية في منزله.
دونالد ترامب: الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية وأبرز مرشحي الحزب الجمهوري، أعلن ترشحه رغم الانقسام داخل الحزب حول شخصيته، وخسر ترامب الانتخابات الرئاسية 2020 أمام جو بايدن إلا أنّه رفض الاعتراف بالهزيمة.
رون ديسانتيس: أحد المرشحين المحتملين، ظهر بديلًا عن ترامب داخل الحزب الجمهوري، وشغل منصب عضو في مجلس نواب ولاية فلوريدا من 2013 إلى 2018، وفي عام 2019 تولى منصب حاكم ولاية فلوريدا بعد فوزه بانتخابات الولاية على المرشح الديمقراطي وعمدة تالاهاسي أندرو جيلوم.
كامالا هاريس: سياسية ومحامية أمريكية ونائبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، شغلت منصب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي الأحدث عن ولاية كاليفورنيا منذ عام 2017، وقررت المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في حالة عدم مشاركة بايدن.
عقبات أمام جو بايدن
الكاتب الصحفى المصري، إيهاب عمر قال إنَّ السبب وراء تأخر جو بايدن للانتخابات المقبلة يرجع إلى انهيار النخب الأمريكية داخل الحزبين "الجمهوري والديمقراطي" وفشلهم في فرز رجال دولة وإعداد كوادر ناجحة، مضيفًا أن الكونجرس الأمريكي نراه اليوم باهتًا للغاية دون وجوه حقيقية شابة، في الوقت الذي نجد فيه وجوهًا مُسنة فوق السبعين عامًا تُسيطر على الحزبين الشهيرين بأمريكا.
ويري الكاتب الصحفي، أنَّ هذه ثالث انتخابات على مدار التاريخ يترشح فيها أشخاص فوق السبعين، كما أنًّ أحد أسباب تأخر إعلان ترشح بايدن، يعود إلى الخلافات داخل الحزب الديمقراطي لأنهم ليسوا على قلب رجل واحد بسبب الصراع القائم بين الجناح التقدمي والديمقراطي، فضلًا عن المجموعات التي تتبع بعض السياسيين مثل أوباما وهيلاري كلينتون وبيرني ساندرز، وكامالا هاريس.
وأكد أنَّ الحزبين الديمقراطي والجمهوري ليسا على عداء تاريخي، كما يروّج، بل هناك مفاوضات بينهما بعدم ترشح جو بايدن ودونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، لكن الجمهوريين فشلوا في تقديم ضمانات حقيقية للديمقراطيين في فكرة منع "ترامب" من الترشح.
انقسام المجتمع الأمريكي
مشكلة الانتخابات الأمريكية المقبلة 2024، من وجهة نظر إدموند غريب، الباحث في الشؤون الأمريكية، تكمن في حالة الصراع والاستقطاب القائمة بين الجمهوريين والديمقراطيين وحالة الانقسام العميقة التي يشهدها المجتمع الأمريكي على المستوى الشعبي بين المحافظين والليبراليين بالإضافة لفئة الأحزاب المستقلة، وهذا يظهر بأن الوضع ليس على ما يرام بين أنصار ترامب وجو بايدن السنوات الماضية.
وأوضح أنَّ هذه الأزمة تعكس التراجع الذي تشهده مؤسسة الرئاسة الأمريكية جراء السياسات الداخلية والخارجية، مستشهدًا بالقرارات الخاطئة التي اتخذتها واشنطن في الانسحاب من أفغانستان.
وذكر أنَّ سياسيين يرون أن إدارة بايدن تسببت في تراجع الاقتصاد وارتفاع السلع الأساسية، كما تسبب الإهمال في وقوع حوادث كبيرة وخطيرة أثرت على السكان، كما أنها تقود الولايات المتحدة إلى حرب عالمية ثالثة.
رفض ترشح ترامب
يري الكاتب محمد البديوي، المتخصص في الشأن الأمريكي، أنَّ الجمهوريين يرون أن ترشح أي عضو من داخل الحزب للانتخابات الأمريكية بخلاف دونالد ترامب قادر على الفوز، وبحسب استطلاع رأي أمريكي كشف أن ثلث الجمهوريين مؤيدون لترشح ترامب.
وأوضح "البديوي" أنَّ المشكلة التي يواجهها ترامب الآن هي القواعد التقليدية داخل الحزب الجمهوري التي تري أنه سيخسر الانتخابات المقبلة، كما أن هناك جمهوريين يذهبون إلى صناديق الاقتراع للتصويت ضده، وذكر أن هذه الأزمات تقود الحزب الجمهوري إلى انقسام كبير.
مشيرًا إلى أن هناك من المعتدلين يرون أن بايدن الرئيس الحالي غير قادر على تنفيذ مهامه في الوقت نفسه يرفضون "ترامب" بسبب الأزمات التي ظهرت إبان فترة رئاسته السابقة.