مع اكتمال عام على اندلاع الأزمة "الروسية-الأوكرانية"، بدأت "كييف" التخلي عن العقيدة السوفييتية التي ترسخت في جيشها، وخضعت بكل أجهزتها الاستخباراتية والأمنية إلى الغرب، لنجد تطورًا كبيرًا في التدريبات، وظهر ذلك عندما تمكنت قوات خاصة أوكرانية قوامها 500 عنصر من التسلل إلى مقاطعة "دونيتسك" الحدودية - التي تسيطر عليها روسيا- وتنجح في تنفيذ عملية تخريبية واحتجاز رهائن، فكيف طوّرت أوكرانيا مستوى تدريب قواتها؟
تزويد أوكرانيا بطائرات F16
مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق، لورنس كورب، قال إنَّ القوات الأوكرانية التي تتدرب على معركة الأسلحة المشتركة، ستكون ضلعًا فاصلًا في مواجهة الربيع المقبل.
ورغم الدعم الغربي لـ"كييف"، يجب على أوكرانيا -وفق الخبير العسكري- تدريب جنودها لتمكينهم من العمل في الظروف المعقدة، ومجرد حصولهم على الأسلحة الأمريكية والغربية سيساعدهم في مواجهتهم للقوات الروسية.
وذكر أنَّ معركة الأسلحة المشتركة تعني أن القوات البرية والجوية والمعدات والتكتيكات تعمل معًا، موضحًا أن إرسال قوات برية يتطلب دعمًا مدفعيًا، كما توّقع في حالة استمرار الحرب وعدم انسحاب روسيا من الأراضي التي استولت عليها، سيؤدي إلى تقديم الدول الداعمة لأوكرانيا طائرات F16، فمهما طال أمدّ الحرب لن تحقق روسيا أهدافها، على حد وصفه.
ما الذي تغير في الجيش الأوكراني منذ 2014؟
ويعتقد الدكتور فالنتين ياكوشيك، أستاذ العلاقات الدولية في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أنَّ هناك بعض التغييرات التي ظهرت داخل القوات الأوكرانية، ففي عام 2014 شهدت البلاد ثورة بدعم من الغرب، وأسفرت عن ظهور بعض النزاعات الحادة مع روسيا والانفصاليين في شرق البلاد، مُوضحًا أن الجيش الأوكراني اعتمد في التدريبات الأخيرة على المعايير الغربية، وأصبحت أوكرانيا جزءًا من النظام الاستخباراتي الغربي، خصوصًا بعد بدء الهجوم الروسي منذ عامٍ وفقدان الكثير من الأسلحة الأوكرانية.
ولا يستبعد "ياكوشيك" أنَّ ما حدث منذ عام أدى إلى تغيير في العناصر المكونة الأساسية للجيش الأوكراني، فبدّلت ترسانة أسلحتها من السوفييتية إلى الغربية، وأصبحت جزءًا من النظام المعلوماتي الغربي من خلال استخدام أقمار صناعية غربية ونظم معلوماتية في ميدان المعركة.
ولفت إلى أنَّ قيادات الجيش الأوكراني تركوا الأكاديميات السوفييتية، وبدأوا في تلقى التدريبات بالدول الغربية، فضلًا عن الاستخدام الهائل للتكتيكات الحديثة، وأصبحوا مدربين بشكل أكبر على أسلحة حديثة.
أوكرانيا ليست بمفردها
وفي السياق ذاته، قال الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيفاستوبول الحكومية، إنَّ العملية العسكرية الروسية منذ بدئها غيرت الكثير من المعطيات على الساحة.
ويرى "قناة" أنَّ أوكرانيا لا تقاتل بمفردها منذ بدء العملية العسكرية، بل يدّعمها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والولايات المتحدة الأمريكية عن طريق السلاح والأقمار الصناعية، مُشيرًا إلى أن روسيا تواجه 50 دولة، وأنَّ أمريكا بدأت تُجهز الجيش الأوكراني منذ 2014 وبات واضحًا الدعم الأمريكي سياسيًا وعسكريًا.
وأكد المحلل السياسي، أنَّ الجغرافيا الأوكرانية، أصبحت مُختبرًا للعمليات العسكرية من أطراف عدة، فالمعادلة الموجودة الآن هي جيوسياسية وليست عسكرية، فروسيا لم تنظر إلى الأزمة الأوكرانية بشكل عسكري.