تفقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، مشروعات التنمية والتطوير في محافظة المنيا (صعيد مصر)، في إطار جهود الدولة لتوفير حياة كريمة للمواطنين بمحافظات الصعيد.
وقال السيسي، خلال كلمته على هامش زيارته إلى مدينة المنيا الجديدة، موجهًا حديثه إلى الشعب المصري: تجاوزنا معًا على مدار عقد كامل أزمات وتحديات وقد تجاوزنا كل تحدي معًا بعزائم لا تلين وإرادة على النجاح ولم تعيق إرادتنا تحديات أو تنال منها حملات تشكيك أو يخمدها إرهاب وأؤكد لكم بأن في كل أزمة منحة وبعد كل أزمة مُكتسبات.
وأضاف: كما أود أن أعبر لكم بكل وضوح على أن المواطن المصري هو نصب عيني، وجودة حياته هي الهدف المُحدد الذي لا نحيد عنه وبقدر شعوري بحجم الضغوط التي يواجهها في الوقت الحالي، بقدر ثقتي في قدراته وتجرده في تجاوز التحديات وأتابع عن كثب شواغل الرأي العام المصري.
مصر ستعبر الأزمة الراهنة
وأشار إلى أن الدولة المصرية ستعبر الأزمة الراهنة.. وقال: إنه "لا داعي للقلق نهائيا على الأوضاع، إن الدولة والحكومة يبذلان كل الجهد لتجاوز الأزمات وتخفيف الآثار الاقتصادية الصعبة على المواطنين عن طريق اتخاذ بعض الإجراءات اللازمة لذلك".
ونبه السيسي - في كلمة مرتجلة أثناء احتفالية افتتاح مجموعة من المشروعات في محافظة المنيا (صعيد مصر)- إلى أن هناك قوة شر تحاول بشتى الطرق إفقاد المصريين الثقة في أنفسهم وفي القيادة السياسية.
وقال: هناك قوى تحاول تخريب الدولة منذ عام 2013 وهناك كثير من الدول ما زالت متضررة مما حدث لها، ولم تستطع تجاوزه بسبب قوى الشر، وأن الله تعالى حفظ البلاد من هذا الشر.
وأضاف الرئيس المصري، أن العالم يمر بأزمة كبيرة وأن الدولة بقدر الإمكان تحاول ألا تنعكس آثارها على المواطنين رغم الضغوط التي يشهدها العالم.
ماضون في استكمال مسيرة البناء والتنمية
وقال السيسي، خلال كلمته، أتقدم بتحية واجبة إلى أهل صعيد مصر الكرام بصفة خاصة وإلى كل الشعب المصري بصفة عامة، ذلك الشعب الذي يُسطّر كل يوم ما يُدلل على عظمته وأصالته الممتدة بامتداد تاريخ أمتنا العظيم.
وأكد الرئيس المصري أنّ الدولة ماضية في استكمال مسيرة البناء والتنمية التي بدأناها سويًا، وتزامنت مع إرادتنا الوطنية في استعادة الوطن، والحفاظ على بقائه واسترداده ممن أرادوا سلب هويته، لافتا إلى أن تضافر جهود الحكومة والمواطنين ضروري لتحقيق التقدم والتنمية.
عام على الأزمة الروسية الأوكرانية
وأوضح أنه انقضى عام منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، هي الحدث المهم في حاضرنا، وهي تُمثل صراعًا اقتصاديًا بين الشرق والغرب، وانعكست آثار هذه الحرب بقوة على الاقتصاد الدولي، وضاعفت الآثار السلبية الواقعة على مؤشرات الاقتصاد العالمي، الذي لم يحصل بعد على فترة التعافي من الآثار المُماثلة التي تسبب فيها فيروس "كوفيد -19".
وأضاف السيسي، أن مصر مثلها مثل دول العالم أجمع تأثرت سلبًا بتلك الآثار، التي تسببت في ارتفاعات قياسية بأسعار الطاقة والغذاء عالميًا، وأثرت بشكل ملحوظ على سلاسل الإمداد العالمية، إلا أن الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الدولة منذ عام 2016 ، بالإضافة إلى حجم الإنجاز المُحقق في تعظيم أصول الدولة وتطوير البنية التحتية أسهما بشكل ملحوظ في احتواء آثار هذه الأزمة العالمية على مصر بشكل كبير.
توسع في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء
وتابع: كما أسهمت إجراءات الحماية الاجتماعية المُتخذة في توفير غطاء آمن للفئات الأكثر تضررًا، وبفضل من الله وبتخطيط قائم على أسس علمية، واجهنا هذه الأزمة بخُطى واثقة وبأهداف محددة، وطورت الدولة من خطتها الاقتصادية لتشمل اهتمامًا بتوطين الصناعة وتقليل الفجوة الاستيرادية، والتوسع في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، بجانب التحول لجذب الاستثمارات الأجنبية.
واستكمل السيسي، قائلا: "تجاوزنا معًا على مدار عقد كامل أزمات وتحديات، وقد تجاوزنا سويًا كل تحدٍ بعزائم لا تلين وإرادة على النجاح، ولم تعيق إرادتنا تحديات أو تنال منها حملات تشكيك أو يخمدها الإرهاب"، مؤكدًا أنه في كل أزمة منحة وبعد كل أزمة مُكتسبات.
حزمة إجراءات جديدة للحماية الاجتماعية
ووجه الرئيس المصري، اليوم الخميس، الحكومة بتعجيل إعداد حزمة لتحسين دخول العاملين بالجهاز الإداري للدولة، وأصحاب الكادرات الخاصة اعتبارًا من أول إبريل 2023، بحيث يزداد بموجبها دخل الموظف بحد أدنى 1000 جنيه شهريًا.
كما وجه "السيسي"، بزيادة الحد الأدنى للأجور للعاملين بالدولة، وذلك على النحو التالي: بالنسبة للدرجة السادسة وما يعادلها تكون بقيمة 3500 جنيه شهريًا، وللدرجة الثالثة النوعية وما يعادلها لتكون بقيمة 5000 جنيه شهريًا، أما بالنسبة لحاملي درجة الماجستير من العاملين بالدولة لتكون بقيمة 6000 جنيه شهريًا، ولحاملي درجة الدكتوراه من العاملين بالدولة لتكون بقيمة 7000 جنيه شهريًا.
ووجه الرئيس المصري أيضًا بزيادة المعاشات المُنصرفة لأصحابها والمستفيدين عنهم، لتكون بنسبة 15% اعتبارًا من أول أبريل 2023، ورفع حد الإعفاء الضريبي على الدخل السنوي من 24 ألف جنيه ليكون بقيمة 30 ألف جنيه سنويًا اعتبارًا من أول إبريل 2023، وزيادة الفئات المالية الممنوحة للمستفيدين من برامج تكافل وكرامة بنسبة 25٪ شهريًا، اعتبارا من أول أبريل 2023.
قرية "المعصرة" أول قرية نموذجية
وتفقد "السيسي" مشروعات مبادرة "حياة كريمة" بقرية "المعصرة" أول قرية نموذجية تكتمل بها مشروعات المبادرة التي تسعى لتطوير قرى الريف المصري بنسبة 100% بمدينة "ملوي"، بمحافظة المنيا، واصطف أكثر من 1500 متطوع من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، لاستقبال الرئيس المصري، الذي بادلهم التحية تقديرًا لجهودهم المبذولة لتحسين معيشة المواطنين في القرى الأكثر احتياجًا.