على مدار أسبوع مضى، بدأت الحرب الروسية الأوكرانية تتجه لخطى جديدة من الحرب، فلم تكن معركة باخموت هي البؤرة الوحيدة لاحتدام المعارك، وتزايد القلق الأوكراني والغربي من سقوط هذه البلدة، بل ظهرت بؤرة جديدة هي ترانسنيستريا التي استشعر منها الجانب الروسي خطرًا قادمًا من الجانب الغربي لأوكرانيا، في وقت من المنتظر فيه وفق تصريحات غربية عن استعداد موسكو لما يسمى بـ"هجوم الربيع" لوضع نهاية لعملياتها العسكرية في أوكرانيا.
واتهمت موسكو الأسبوع الماضي كييف بالتجهيز لـ"غزو" منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا في مولدافيا، والتي تنتشر فيها وحدة عسكرية روسية، متعهدة "بالرد" في حال حدوث ذلك.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في 27 فبراير الماضي، أن أوكرانيا صعدت استعداداتها للهجوم على ترانسنيستريا، الذي يشكل تهديدًا لقوات حفظ السلام الروسية.
وقالت الدفاع الروسية، عبر "تليجرام"، "كثف نظام كييف استعداداته للهجوم على مولدوفا بريدنيستروفي. وكما ورد سابقًا، سيتم تنفيذ هذا العمل للقوات المسلحة الأوكرانية ردًا على الهجوم المزعوم للقوات الروسية من أراضي بريدنيستروفي"، مشيرة إلى أنه "بالقرب من الحدود الأوكرانية - بريدنيستروفي، تم تسجيل تراكم كبير للأفراد والمعدات العسكرية الأوكرانية، ونشر المدفعية في مواقع إطلاق النار، بالإضافة إلى زيادة غير مسبوقة في رحلات الطائرات بدون طيار التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية".
في المقابل، قالت ناتاليا جومينيوك، المتحدثة باسم قوات الجيش الأوكراني في جنوب البلاد، إن القوات الأوكرانية حشدت قواتها بالقرب من الحدود مع ترانسنيستريا، موضحة أنه تم نشر القوات الأوكرانية بالقرب من حدود ترانسنيستريا بسبب التهديد المحتمل من روسيا.
ترانسنيستريا.. بين روسيا والناتو
وتقع منطقة ترانسنيستريا على الحدود الغربية الأوكرانية ومولدوفا، وهي منطقة انفصالية محكومة من قبل حكومة الأمر الواقع الموالية لروسيا والتي أعلنت نفسها مستقلة بعد استفتاء أجري في سبتمبر 2006، لكن لم تعترف مولدوفا وجزء كبير من المجتمع الدولي بالتصويت.
والمنطقة الانفصالية مدعومة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا من قبل روسيا.
وفي فبراير الماضي اتهمت رئيسة مولدوفا روسيا بالتخطيط لاستخدام "مخربين" أجانب للإطاحة بحكومتها المؤيدة للاتحاد الأوروبي، حيث أصبحت منطقة ترانسنيستريا بؤرة صراع محتدم بين روسيا ومولدوفا خاصة بعد إعلان الأخيرة عن مساعيها للانضمام إلى حلف الناتو.