المستشار الألماني يصل الصين.. زيارة تختبر مياه العلاقات مع أوروبا

  • مشاركة :
post-title
وصول المستشار الألماني أولاف شولتس إلى الصين

القاهرة الإخبارية - محمد حسين

وصل المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الجمعة، إلى الصين في رحلة تستغرق يومًا واحدًا، ليصبح أول زعيم في الاتحاد الأوروبي يزور بكين منذ بداية انتشار جائحة "كوفيد -19" بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وتعهد "شولتس" طرح سلسلة موضوعات صعبة على الجانب الصيني، بينها الحرب على أوكرانيا، واحترام الحريات المدنية. وتأتي الرحلة وسط قلق متزايد بشأن اعتماد برلين التجاري على ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم.

وتعد الصين أكبر شريك تجاري لألمانيا في السنوات الست الماضية، إذ وصل حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 245 مليار يورو في عام 2021.

وسيلتقي شولتس مع الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي عزز قبضته على السلطة بولاية ثالثة كأمين عام للحزب الشيوعي، بالإضافة إلى لقاء رئيس الوزراء لي كه تشيانج.

ومن المتوقع أن يناقش المستشار الألماني مع الجانب الصيني، الحرب الروسية على أوكرانيا، على أمل أن تتمكن بكين من إقناع حليفتها موسكو بإنهاء الأعمال العدائية.

زيارة ماكرون إلى الصين

وقال شي ينهونج أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "رنمين" في بكين: "إذا توقع شولتس أن يجعل الصين تنتقد علنًا بأي شكل من الأشكال حرب روسيا وتهديداتها في أوروبا، فمن المؤكد أنه سيصاب بخيبة أمل".

ومنذ الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية، سلكت الصين طريقا حذرًا، منتقدة العقوبات الغربية ضد روسيا، لكنها لم تصل إلى حد تأييد أو مساعدة موسكو في الحملة العسكرية.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينج أعرب عن مخاوفه بشأن أوكرانيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في سبتمبر الماضي.

وقال مدير مركز الدراسات الأوروبية وانج ييوي في جامعة رينيمي إن "أهمية زيارة شولتس تتمثل في أن هذه هي المرة الأولى منذ 3 سنوات التي يلتقي فيها زعيم قوة غربية كبرى وجهًا لوجه مع نظرائه الصينيين".

وأضاف وانج أن "الزيارة تختبر مياه العلاقة بين الصين وألمانيا وأوروبا وحتى الغرب، وفي حال نجاحها فمن المتوقع زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون الصين بعد شهر".

وقالت مصادر حكومية ألمانية إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اقترح على شولتس الذهاب سويًا إلى بكين لإرسال إشارة بوحدة الاتحاد الأوروبي، لكن شولتس رفض الاقتراح.

انتقادات للزيارة

وواجه زعيم أكبر قوة اقتصادية في أوروبا انتقادات على خلفية الزيارة، حتى من أعضاء ضمن ائتلافه الحكومي الذين أعربوا عن قلقهم حيال اعتماد ألمانيا الشديد على بكين التي يزداد استبدادها.

وتفاقمت حدة هذه المخاوف بعدما وجدت ألمانيا نفسها في وضع صعب جراء اعتمادها على واردات الغاز الروسي، إذ عانت أزمة طاقة بعدما خفضت موسكو الإمدادات على وقع ارتفاع منسوب التوتر جراء حرب أوكرانيا.

وتأتي الرحلة بعد منح برلين الضوء الأخضر للصين للحصول على حصة في ميناء هامبورج، على الرغم من معارضة ائتلافه ومخاوف عبرت عنها الولايات المتحدة.

ويرى خبراء أن الوضع الاقتصادي الحالي لألمانيا التي تشهد تضخمًا تاريخيًا وركودًا يلوح في الأفق، هو السبب وراء سياسة برلين تجاه بكين وموقفها الأقل حدة مقارنة بقوى أخرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وذكر مصدر في الحكومة الألمانية أن وفدًا من كبار رجال الأعمال بما في ذلك الرؤساء التنفيذيون لفولكس فاجن، وبي إم دبليو، وسيمنز، انضموا إلى شولتس في هذه الرحلة، لكن لم يجر التخطيط لصفقات تجارية بين الجانبين.

وسوم :