التنافس على القارة الإفريقية اكتسب اهتمامًا كبيرًا من جانب القوى الدولية، خصوصًا بعد اندلاع الأزمة "الروسية - الأوكرانية"، وبدأت فرنسا حقبة جديدة في التعامل مع القارة السمراء عنوانها "المصالح المشتركة مع دول إفريقيا" بعدما سحبت قواتها من مالي.
استراتيجية فرنسية جديدة
يرى عمر الرداد، الخبير العسكري والاستراتيجي، أنَّ عودة فرنسا إلى تحسين علاقاتها مع القارة الإفريقية جاء نتيجة للتحولات العالمية بعد الحرب "الأوكرانية - الروسية"، مشيرًا إلى أن التنافس الحقيقي داخل إفريقيا موجود بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وظهر ذلك عندما استقبلت أمريكا القادة الأفارقة في ديسمبر 2022، وخصصت أكثر من 60 مليار دولار لتمويل المشروعات المختلفة بالدول الإفريقية، في محاولة منها لضبط إيقاع النمو المتصاعد للعلاقات الاقتصادية "الإفريقية - الصينية".
وأضاف "الرداد" في حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية"، أمس الثلاثاء، أنَّ فرنسا تضع استراتيجيات جديدة في تعاملها مع الدول الإفريقية، لكن علاقتها محكومة بسبب الإرث الاستعماري التاريخي، إذ أنَّ غالبية دول الساحل الغربي ووسط إفريقيا كانت مستعمرات فرنسية، لكن الميزان التجاري مع هذه الدول يميل اتجاه باريس التي تستثمر المواد الخام الإفريقية.
مشكلات في العلاقات الفرنسية الإفريقية
ومن باريس، أكد علي المرعبي، أمين عام اتحاد الصحفيين العرب، أنَّ فرنسا تعاني العديد من المشكلات في علاقتها بالقارة السمراء، نتيجة ترسبات المرحلة الاستعمارية السابقة، بالإضافة إلى الأسلوب الفرنسي في التعامل مع الحكومات خصوصًا بعد استقلال بعض الدول التي كانت خاضعة للاستعمار الفرنسي.
وأضاف "المرعبي" في حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية"، أنَّ خطاب الرئيس الفرنسي ماكرون ركز على التواضع في العلاقات الإفريقية، لأن الإدارة الفرنسية لمست خللًا واضحًا تستفيد منه أطراف دولية أخرى لدخولها بشكل واسع إلى إفريقيا.
وتابع: "ماكرون وحكومته قررا تحويل القواعد العسكرية الفرنسية إلى أكاديميات وقواعد مشتركة مع القوات الوطنية بدول القارة الإفريقية".