أوكرانيا في حلف الناتو، هو حلم يطالب به الرئيس الأوكراني في كل موقف، وكل حدث، منذ بدء الأزمة الروسية الأوكرانية، ومنذ قمة الناتو التي عقدت عام 2008، في بوخارست، إذ رحب رؤساء دول وحكومات الناتو بتطلعات أوكرانيا إلى الانضمام للحلف، دون تحديد زمن أو كيفية انضمامها.
اليوم وبعد عام كامل على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قال ينس ستولتنبرج، أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إن كييف ستصبح "يومًا" في الحلف، لكن "على المدى الطويل".
"ستولتنبرج"، قال إن المسألة الآن، هي ضمان بقاء أوكرانيا بلد مستقل ذي سيادة، مشددًا على استمرار الدعم لأوكرانيا، ورغم أن أوكرانيا ليست عضوًا في الناتو، رسميًا، إلا أن وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، قال في منتصف يناير الماضي، إن بلاده أصبحت عضوًا فعليًا في الناتو بحكم الواقع لا بحكم القانون، فهل أصبحت أوكرانيا عضوًا في حلف الناتو -بالفعل- بحكم الواقع؟
أظهر الحلف والدول الغربية، دعمًا لأوكرانيا غير محدود، منذ بداية الأزمة، عسكريا وماديا وسياسيا، على كافة المحافل، حتى إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، زار كييف، لتصبح أول زيارة يقوم بها رئيس أمريكي لأوكرانيا منذ 2008، وهي رسالة على الدعم السياسي القوي من أمريكا لأوكرانيا، التي سبقها في يونيو 2022 زيارة لقادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا، للعاصمة الأوكرانية، وتلاها أيضا زيارة لرئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني.
بحكم الواقع
وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، قال إن بلاده أصبحت "عضوًا فعليًا في الناتو"، وأرجع قوله إلى تحول الدول الغربية، التي كانت قلقة من نظرة موسكو إلى المساعدات العسكرية لأوكرانيا على أنها تصعيد، وكيف غيرت تلك الدول طريقة تفكيرها.
وأوضح في تصريحاته لقناة "بي بي سي" البريطانية، إن أوكرانيا أصبحت عضوًا في الناتو، بحكم الواقع، وليس بحكم القانون.
الدعم العسكري لأوكرانيا
تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الأولى كأكثر الدول دعمًا لأوكرانيا، بنحو 73,18 مليار يورو، تضمنت مساعدات عسكرية وإنسانية، ومادية، حسب موقع "إن تي في" الألماني.
وجاء الدعم الأمريكي لأوكرانيا، بقيمة 25.11 مليار يورو كمساعدات مالية، و44.34 مليار يورو للأسلحة والذخيرة، و3.72 مليار يورو كمساعدات إنسانية.
وفي المرتبة الثانية، جاءت بريطانيا، التي قدمت دعمًا تجاوز 8 مليارات يورو، منذ بداية الحرب، وحتى الحادي والعشرين من فبراير الجاري.
وثالثًا جاءت ألمانيا بنحو 6 مليارات يورو، منها 1.3 مليار يورو دعم مادي، و2.6 مليار يورو دعم عسكري، ونحو 2.4 مليار يورو مساعدات إنسانية.
وتجاوز إجمالي المساعدات التي قدمها الغرب إلى أوكرانيا 135 مليار يورو، حتى 21 فبراير الجاري.
روسيا: الناتو مشارك ويتصرف كخصم
ومع كل هذا الدعم المادي والعسكري والإنساني، والسياسي، اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن حلف "الناتو"، مشارك في النزاع بأوكرانيا، وأنه لم يعد يتصرف كخصم مع إيقاف التنفيذ، بل كعدو لروسيا بـ"حكم الأمر الواقع".
وقبل يومين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن "الناتو"، يشارك في النزاع، من خلال مد أوكرانيا بالأسلحة، واتهم الغرب بالتخطيط لتدمير روسيا، ووصف الدعم العسكري لكييف بأنه "مشاركة فعلية في النزاع"
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده بحاجة لضمان أمنها واستقرارها الاستراتيجي.
وفي تصريح سابق، حذّر ألكسندر فينيديكتوف، نائب أمين مجلس الأمن الروسي، من قبول انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، وقال إنه سيكون "كفيلًا بتصعيد الصراع إلى حرب عالمية ثالثة"، وذلك تعليقًا على توقيع الرئيس الأوكراني، على طلب الانضمام إلى الحلف، كرد على ضم روسيا لأراضٍ أوكرانية.
أوكرانيا والانضمام للاتحاد الأوروبي
في 28 فبراير الماضي، وقّع الرئيس الأوكراني، على طلب الانضمام للاتحاد الأوروبي، ورغم مرور عام على طلب الرئيس الأوكراني، وظروف الأزمة الروسية الأوكرانية، والعملية العسكرية التي تشنها موسكو، لم يتم الموافقة على طلب أوكرانيا بالانضمام للاتحاد الأوروبي حتى اللحظة رغم التصريحات الإيجابية.
في قبل نحو عام أعلنت رئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، تأييدها لانضمام أوكرانيا، وكذلك رحبت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا متسولا، ومنذ هذا الوقت تتنتظر كييف انضمامها للاتحاد الأوروبي، رغم طلب الرئيس الأوكراني، بضم بلاده بموجب "إجراء خاص"، مبررًا ذلك بدفاع كييف عن نفسها في مواجهة القوات الروسية.
ورغم مرور عام "استثنائي" على طلب أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لم يتم البت في الطلب حتى اللحظة، وفي اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي من كييف في فبراير الجاري، أكدوا على دعمهم لأوكرانيا، وأشادوا بالجهود الكبيرة التي تبذلها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكنهم لم يكشفوا عن جدول زمني، رغم أن كييف ترغب في تسريع العملية.
فهل تصبح أوكرانيا عضوًا رسميًا في الناتو أم يكتفي الغرب بـ"الأمر الواقع"؟