بدأت دول الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، تطبيق حزمة العقوبات العاشرة على روسيا، ومن جانبها قالت البعثة الدائمة لموسكو لدى الاتحاد الأوروبي إن العقوبات تفتقر للشرعية -وفق تعبيرها- وأنها لن تمر دون رد.
وقالت البعثة في بيان، إن التكتل الأوروبي أدرج للمرة الأولى في حزمة العقوبات حظرًا على عبور عدد من السلع عبر الأراضي الروسية لمحاولة الضغط على العلاقات التجارية مع دول ثالثة، فيما طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دول الاتحاد الأوروبي بمزيد من العقوبات على موسكو في ظل دخول الحرب الروسية على الأراضي الأوكرانية عامها الثاني.
وفي هذا السياق، يرى سمير أيوب، الخبير في الشؤون الروسية، أنه كلما زاد حجم العقوبات على موسكو فهو يعبر عن إفلاس الدول التي تفرضها، متسائلا، ما هو تأثير الحزم السابقة؟
وأضاف "أيوب" لـ"القاهرة الإخبارية" أن أهداف الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة من فرض هذه العقوبات، هو ضرب الاقتصاد والمؤسسات المالية الروسية، ظنا منهم أن ذلك من الممكن أن يؤدى إلى إحداث اضطرابات داخلية ويحرض الشارع الروسي ضد الرئيس فلاديمير بوتين لأنهم يدركون أن هزيمة موسكو عسكريًا أمر مستحيل.
وذكر الخبير في الشؤون الروسية، أنه كلما توسع حجم العقوبات كلما زادت الثقة بالاقتصاد والإنتاج الوطني الروسي من جهة، وبحث موسكو عن منافذ وأسواق باتجاه الشرق وإدارة ظهرها للغرب من جهة أخرى.
وكشف أنه من المعيب والمؤسف أن تطال العقوبات أشخاصًا روسيين وأطباء وأكاديميين ليس لهم أي علاقة بالسياسة، أي أن فرض العقوبات عليهم يمكن أن يؤثر مثل طبيب الأطفال المشهور عالميا ليونيد رشال.
من جانبه، قال ناصر زهير رئيس قسم العلاقات الخارجية في مركز جنيف للدراسات الدبلوماسية، أنه إذا كان هدف الاتحاد الأوروبي من العقوبات هو إحداث خسائر في الاقتصاد الروسي، إلا أنها من ناحية أخرى أثرت على الاقتصاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن العقوبات بمثابة سلاح ذي حدين.
وأضاف "زهير" لـ"القاهرة الإخبارية" أنه في ظل الصراع الدائر فإن الأوروبيين لا يمتلكون سوى سلاح العقوبات الذي سيظل مشهرا في وجه الدب الروسي، فهم يعملون في اتجاهين الأول دعم كييف بالأسلحة عبر منظومة الناتو، والثاني هو العقوبات الاقتصادية خاصة أنهم ليسوا طرفًا في الحرب العسكرية
وذكر رئيس قسم العلاقات الخارجية في مركز جنيف، أنه رغم إعلان الأوروبيين أن العقوبات لها تأثير فعال، غير أنهم يدركون أن أثرها على موسكو ليس كبيرًا.