كشفت هيئة صحية إيرانية عن تعرض مئات التلميذات لحالات تسمم متعمدة، كان آخرها في مدينة "قم"، وسط أنباء عن ضغوط من متشددين لإغلاق مدارس الفتيات في أنحاء البلاد، التي لا تزال تحاول تهدئة وتيرة احتجاجات واسعة منذ سبتمبر، في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني، بعد أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق.
تسمم 400 طالبة بغازات ميكروبية
وقالت هيئة صحية إيرانية، الأحد، إنّ أشخاصاً أقدموا خلال الأشهر الأخيرة، على تسميم مئات التلميذات في مدينة قم.
وخضعت أكثر من 400 فتاة، معظمهن طالبات في مدارس ثانوية، للعلاج، جراء حالات تسمم ناجم عن غازات ميكروبية، وفق الهيئة الصحية الإيرانية.
ومنذ نهاية نوفمبر الماضي، تحدثت وسائل إعلام محلية عن حالات تسمّم في الجهاز التنفّسي لمئات الفتيات اللواتي يناهز عمرهن عشر سنوات في مدارس قم وسط البلاد. وتمّ إدخال عدد منهن إلى المستشفى لفترة وجيزة.
ونقلت وسائل إعلام محلية أن عناصر من استخبارات الحرس الثوري تتواجد في مستشفى "ولي العصر" بمدينة قم، حيث تتلقى بعض الطالبات العلاج، ويأخذون نتائج تحاليل دم بعض الطالبات إلى مختبرات خاصة بهم.
وقبل أسبوع، تجمع أهالي الفتيات أمام مجلس مدينة قم، مطالبين بالتوضيح والكشف عن طبيعة هذه الحوادث المتكررة، بحسب وكالة أنباء "إرنا" الرسمية.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة علي بهدوري جهرمي، وقتها، أنّ "وزارتي الاستخبارات والتعليم تتعاونان لكشف مصدر التسمّم".
تسميم متّعمّد
وأكد نائب وزير الصحة يونس بناهي، بشكل ضمني، الأحد، أن تسميم طالبات "قم" كان متعمّدا، وفق ما أوردت (إرنا).
وأشار بناهي إلى أنه "تبيّن أن بعض الأفراد يريدون إغلاق جميع المدارس، وخصوصًا مدارس البنات"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
جماعة متطرفة تهدد بالمزيد
ونقلت وسائل إعلام إيرانية محلية أن جماعة متطرفة تدعى" فدائيّ الولاية"، هددت في رسائل ليلية منذ 17 فبراير الجاري بمزيد من حالات التسمم، إذا لم يتم إغلاق مدارس الفتيات في جميع أنحاء البلاد.
وذكرت إحدى رسائلها أن "تعليم البنات حرام واستمراره يعني محاربة إمام الزمان"، وفق وسائل إعلام محلية.
ولم تعلن السلطات الإيرانية عن أي تفاصيل بشأن اعتقالات أو رصد لهذه التهديدات.