قال مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إن المشهد الإنساني أمامنا "قاسٍ" وإن الاحتياجات تتصاعد في جميع أنحاء العالم فيما تتراكم الأزمات الإنسانية فوق بعضها البعض، بينما يواجه العالم أكبر أزمة غذاء في التاريخ الحديث، وتدق المجاعة العديد من الأبواب، مضيفًا أن التوترات عالية والحرب في أوكرانيا على وشك دخول عامها الثاني.
جاء ذلك خلال كلمة جريفيث، ألقاها نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة، خلال منتدى الرياض الإنساني، حيث يصادف مرور أسبوعين على الزلازل في تركيا وسوريا التي أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في دمار لا يوصف.
وكشف المسؤول الأممي: "يحتاج حاليًا أكثر من 350 مليون شخص حول العالم إلى المساعدة الإنسانية، نحن بحاجة إلى ما يقرب من 54 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص الأشد تضررًا".
وأضاف المسؤول الأممي: "على الصعيد العالمي، لا يعرف أكثر من 222 مليون شخص متى أو حتى ما إذا كانوا سيأكلون وجبة أخرى. هذا غير خمسة وأربعين مليون شخص هم بالفعل على شفا المجاعة، معظمهم من النساء والأطفال. هذه مجرد إحصاءات مفزعة للقلوب".
وأوضح المسؤول الأممي الأسباب وراء ارتفاع أعداد المحتاجين، التي ترجع للحروب القديمة التي لا تنتهي عندما تبدأ حروب جديدة، مع استمرار النزاعات ذات الأمد البعيد، بالإضافة إلى حالة الطوارئ المناخية التي تصيب الأشخاص الأكثر ضعفًا بشكل أسوأ، وأيضًا الانهيار الاقتصادي الذي زادته أولاً صدمة كوفيد-19، ثم الحرب في أوكرانيا ما يدفع ملايين الأشخاص إلى حافة الهاوية".
ولفت المسؤول الأممي إلى أننا بحاجة ماسة لزيادة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحروب والصراعات التي نعرفها ووقف اندلاع نزاعات جديدة، كما نحتاج أيضًا إلى معالجة تغير المناخ بشكل مباشر ، لأن كل فيضان أو موجة حر أو جفاف أو عاصفة شديدة تترك في أعقابها أزمة إنسانية.
ودعا المسؤول الأممي إلى ضرورة مضاعفة التمويل للتكيف مع المناخ، ويجب علينا ضمان تدفق الأموال إلى الأماكن الصحيحة، قائلا إنه من غير المقبول أن الدول الأكثر ضعفًا - تلك التي تساهم بأقل قدر في تغير المناخ - لا تتلقى أي أموال خاصة بالمناخ.