الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زيلينسكى يلمح إلى الانسحاب من باخموت.. ما السبب؟

  • مشاركة :
post-title
جنود أوكرانيون على خط المواجهة فى باخموت

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

ألمح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى انسحاب قوات بلاده من مدينة باخموت شرق البلاد، إذا أصبح الدفاع عنها مكلفًا للغاية من ناحية الأرواح البشرية.

وفق ما ذكرت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، قال "زيلينسكي" لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، عندما سُئل عما إذا كان ينبغي لقوات كييف الأكثر عددًا، الاحتفاظ بحصونها في باخموت: "نعم، إنها ليست مدينة كبيرة.. في الواقع، تعرضت المدينة للتدمير من قبل الروس مثل مناطق كثيرة في دونباس".

وأضاف الرئيس الأوكراني: "من المهم بالنسبة لنا الدفاع عن باخموت، ولكن ليس بأي ثمن وليس بموت الجميع".

وجاءت تصريحات "زيلينسكي" في الوقت الذي يطالب جنوده بمزيد من الأسلحة من العالم الخارجي، وسط تكثيف للهجمات الروسية على باخموت. وقال "دميترو"، وهو جندي يقف على الجليد بالقرب من باخموت، مرددًا نداء رئيسه في مؤتمر ميونخ للأمن: "أعطونا مزيدًا من العتاد العسكري والأسلحة، وسنتعامل مع المحتل الروسي، وسندمره"، بحسب "رويترز".

التكتيك العسكري

وتسعى موسكو للسيطرة على باخموت منذ أغسطس الماضي، ما حول المدينة إلى مركز رئيسي من مراكز القتال.

ورغم ثبات الأوكرانيين في باخموت وحولها، يخشى بعض المحللين من اتباع القوات الروسية سياسة "الأرض المحروقة" في المدينة، كما فعلت في مدن ماريوبول وسيفيرودونيتسك وليسيتشانسك قبل ذلك.

ووفق تقرير لمركز الدراسات الأمريكي "ستراتفور"، فإن هذا التكتيك العسكري الذي تنتهجه روسيا في حربها وخاصة في الشرق الأوكراني يعمل على تفريغ المدن من المنشآت والبنية التحتية، حتى يتم فرار المدنيين من المدن المستهدفة، ثم وضعها تحت مظلة العلم الروسي.

وهذه السياسة التي تتبعها موسكو في المنطقة الشرقية الأوكرانية حتى تستطيع السيطرة عليها، لكن باخموت استطاعت أن تصمد منذ أغسطس حتى الوقت الراهن، رغم تقدم القوات الروسية المحدود.

باخموت ..مدينة الملح

وتقع "باخموت" في شمال شرقي إقليم دونيتسك بأوكرانيا، ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، اكتسبت أهمية استراتيجية كبرى؛ إذ تسعى موسكو للسيطرة عليها وضمها منذ أغسطس الماضي، في ظل الحرب طويلة الأمد.

ولم يكن للمدينة التي كان يسكنها أكثر من 70 ألف نسمة أهمية زراعية أو صناعية تذكر، حيث إنها مدينة معروفة باستخراج الملح الصخري، وهي تسهم بـ30% من الإنتاج الوطني لذلك يطلق عليها "مدينة الملح"، وتقع مناجم الملح في مدينة سوليدار على بُعد 10 كيلومترات شمال شرق باخموت.

وعلى الرغم من اتفاق الخبراء العسكريين على أن باخموت لا تعكس أهمية عسكرية أو استراتيجية في أرض المعركة، إلا أنها بالنسبة لموسكو تعتبر بوابة جنوبية شرقية شبه وحيدة لتقدم قواتها في عمق منطقة دونيتسك، وخاصة نحو المدن الرئيسية الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، خاصة بعد خسارتها مدينة "إزيوم" في جنوب منطقة خاركيف الشمالية في سبتمبر 2022.

موقع مميز

وتقع باخموت على أطراف الطريق الدولي "إتش- 32"، الذي يصلها بمدن كونستانتينيفكا ودروجكيفكا وكراماتورسك وسلافيانسك إضافة لاقترابها من الطريق الدولي "إم-03" الذي يصلها مباشرة بسلافيانسك ويتابع نحو منطقة خاركيف بعدها.

أما بالنسبة لكييف، فقد باتت باخموت حصن الدفاع عن بقية مدن دونيتسك؛ إذ توجه منها القوات الأوكرانية ضربات قوية صوب المواقع الخاضعة منها للسيطرة الروسية. وتعي القوات الروسية والأوكرانية على حد سواء أن سقوط باخموت في يد الروس سيمنحهم فرصة للتقدم؛ إذ يبعث الجانبان بتعزيزات عسكرية إليها.