المعلومات المتوفرة عن صحة العيون قد تكون نادرة، لذا يهمل الكثير الاهتمام بها، بينما توجد عدة تهديدات يمكن تجنبها بخطوات روتينية بسيطة.
وأوضح جراح العيون البريطاني أليكس لونيدس، أن مشكلات العيون تمثل 5 إلى 10% من استشارات الطبيب العام، ولكن عيادات الأطباء لا تملك المعدات اللازمة للتعامل معها، بحسب صحيفة "ذا صن".
ونصح "لونيدس" بإجراء فحص للعين كل عامين، للتعرف على حالات تهددها مثل إعتام العدسة أو الجلوكوما أو مشاكل الشبكية، والتي يمكن أن تؤدي إلى العمى.
وأشار إلى أن بعض الحالات يمكن علاجها، إذ إن هناك الكثير مما يمكن القيام به للحفاظ على صحة العينين، تمامًا كما تفعل مع باقي جسمك.
وقال "لونيدس": "قاعدتي الذهبية هي أن ما هو جيد للقلب والدماغ مفيد للعيون أيضًا، وهذا يعني الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة وتناول الطعام بشكل جيد لتقليل مخاطر الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم".
أكثر أمراض العيون شيوعًا
وأوضح الجراح البريطاني أن هناك أربعة من أكثر أمراض العيون شيوعًا، تصيب الأشخاص خاصة في الخمسينات من العمر، هي: تلف الشبكية، وإعتام عدسة العين، والعيون الجافة، والجلوكوما (المياه الزرقاء).
وبين أنه عند الإصابة بتلف الشبكية ( تعرف طبيًا باسم التنكس البقعي)، تصطف شبكية العين داخلها، مثل ورق الحائط، وحينها تفقد رؤيتك المركزية مما يجعل من الصعب رؤية التفاصيل الدقيقة، عن قرب أو بعيدًا.
ونصح "لونيدس" بأن تأكل تركيزًا كبيرًا من الكاروتينات، وهي الأصباغ الموجودة في الفاكهة والخضروات ذات الألوان الزاهية، لافتًا إلى أن الأطعمة الطبيعية ذات اللون الأحمر والبرتقالي والأصفر مليئة بالكاروتينات، وكذلك الثوم والملفوف الأحمر والخضروات الورقية الخضراء مثل البروكلي وبراعم بروكسل والسبانخ.
فيما قال إن التهديد الثاني "إعتام عدسة العين" يحدث عندما تصبح عدسة عينك غائمة، مما يجعل رؤيتك ضبابية.
ولفت إلى أن إعتام عدسة العين يتطور لدى نصف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا و100% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا، ويمكن أن يؤدي في النهاية إلى العمى.
وأوضح أنه يمكن أن يكون الناس عرضة وراثيًا لإعتام عدسة العين، ويكون الخطر أعلى بشكل ملحوظ بالنسبة للمدخنين، مؤكدًا أنه لا يمكن الوقاية من هذه الحالة، ولكن يمكن معالجتها زراعة عدسة جديدة.
علاقة صحة الأمعاء
أما مشكلة "العيون الجافة"، فقال إن الدموع تتكون من المخاط والماء والزيت، ويوجد نحو 200 بروتين سكري في المخاط، والتي تتشبث بالقرنية وتعمل مثل الإسفنج، وتمتص الماء من أعيننا، المسؤول عن صنع الدموع، المليئة بالأجسام المضادة والبكتيريا الجيدة، لذلك يمكن أن تساعد صحة الأمعاء الجيدة في صحة العين.
ومع ذلك، أشار إلى أن الأحداث اليومية، بما في ذلك التدفئة المركزية، وتكييف الهواء، والرياح الباردة والتحديق في الشاشات، يمكن أن تتسبب في تبخر ذلك، مما يساهم في جفاف العين وحكة واحمرارها.
وأوضح أن القطرات التي تُصرف دون وصفة طبية، يمكن أن تساعد في تجديد الرطوبة، إذ إن العديد منها يحتوي على مضادات الأكسدة لتقليد تلك الصفات المضادة للبكتيريا التي نخلقها بشكل طبيعي.
وعن الإصابة بـ"الجلوكوما"، أشار إلى أن 4% من الأشخاص فوق سن الأربعين معرضون لخطر الإصابة به، حيث يتلف العصب البصري، الذي يربط العين بالدماغ، وتتضمن الأعراض عدم وضوح الرؤية أو رؤية دوائر ملونة بألوان قوس قزح حول الأضواء الساطعة.
وأوضح أن "المياه الزرقاء" تنتج عن ارتفاع الضغط، وليس ضغط الدم داخل العين، ويمكن علاجها بالليزر أو الجراحة وكذلك قطرات العين اليومية.