الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مناورات عسكرية صينية روسية في جنوب إفريقيا.. ماذا وراءها؟

  • مشاركة :
post-title
مناورات بحرية روسية صينية مع جنوب إفريقيا

القاهرة الإخبارية - محمد أبوعوف

في الوقت الذى يتفاقم فيه الصراع بين الغرب وروسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، تشهد العلاقات الروسية والصينية مع دول إفريقيا صعودًا كبيرًا، وسط محاولات الولايات المتحدة الأمريكية استدراك تأخرها في القارة السمراء، خصوصًا بعد استعداد جنوب إفريقيا لمناورات بحرية قبالة ساحل المحيط الهندي مع روسيا والصين، فهل تسعى بكين وموسكو لبسط نفوذهما في القارة أم بناء علاقات قائمة على المصالح المشتركة؟  

وبمناسبة إعلان جيش جنوب إفريقيا المشاركة في أولى المراحل التحضيرية لمناورات بحرية مشتركة مع روسيا والصين، أكد خبراء لقناة "القاهرة الإخبارية"، الأحد، أنَّ هذه المناورات مجرد برنامج وتدريب لا يستهدف أطرافًا بعينها، مشيرين إلى أن روسيا والصين تسعيان إلى بناء علاقات جيدة قائمة على المصالح المشتركة، وليس لبسط نفوذ داخل القارة السمراء.

الرئيس الروسي ونظيره الصيني
تدريبات روتينية

المحلل السياسي الصيني نادر رونج، يرى أن التدريبات العسكرية الصينية الروسية مع جنوب إفريقيا لا تستهدف طرفًا ثالثًا، وإنما هي استمرار لتطوير قدرات القوات البحرية الصينية، من أجل تلبية مهامها، واختبار للقدرات وحماية الأمن القومي الصيني.

وأوضح "رونج"، أن التدريبات تأتي أيضًا فى إطار مواجهة المعايير المزدوجة التي تطبقها الولايات المتحدة؛ لأن واشنطن دائمًا تنفذ تدريبات بحرية قرب السواحل الصينية.

وذكر المحلل السياسي، أنَّ المناورة ضمن البرنامج المخطط سابقًا لتنفيذ التدريبات المشتركة خصوصًا بعد المناورة السابقة التي أُجريت في 2019، كما أن المناورة اختصت جنوب إفريقيا لأنها أكبر شريك تجاري للصين.

مناورات صينية روسية في جنوب إفريقيا
علاقات قائمة على المصالح المشتركة

وفي رؤيته للمناورات المشتركة بين الصين وروسيا وجنوب إفريقيا بالمحيط الهندي، قال الدكتور سمير أيوب، الخبير في الشأن الروسي، إنَّ روسيا والصين لم تبذلا جهدًا كبيرًا في إقناع الدول الإفريقية بإقامة علاقات جيدة معها، بل إنَّ دول القارة هي من حددت موقفها وتتخذ قرارها وتسعى لتحقيق مصالحها سواء مع الغرب أو الصين وروسيا، في إطار الصراع المحتدم الآن بين الطرفين.

وأوضح "أيوب" أنَّه لا يخفى على أحد أن إفريقيا أصبحت محطة للصراع، لكن الفرق بين الطرفين أنَّ الصين وروسيا تحاولان قدر الإمكان بناء العلاقات مع الدول الإفريقية انطلاقًا من التكامل والمنفعة المتبادلة والحفاظ على مصالح الطرفين، دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وبالنسبة لدولة جنوب إفريقيا، يرى الخبير السياسي أنّها تربطها بالاتحاد السوفيتي في العقود الماضية علاقات متميزة وعميقة، واستمرت مع "موسكو" الآن خصوصًا بعد الانتهاء من سياسة التمييز العنصري في هذه الدولة التي كانت مدعومة من الدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا، وأشار إلى أنَّ الشعوب الإفريقية لا تنسي دور روسيا والصين في مساعدتهم للتخلص من الاستعمار والمحاولات الغربية لإعادة التغلغل فيها.

وذكر أنَّ تنشيط جنوب إفريقيا علاقتها مع روسيا والصين وقبول المناورات العسكرية لن يكون على حساب علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن "واشنطن" ترغب في تقديم المساعدات لـ "جنوب إفريقيا" في مقابل قطع علاقتها روسيا والصين.

ولفت إلى أن الدول الإفريقية بدأت تدرك أنها يمكنها لعب دور حاسم على الساحة الدولية خصوصًا فى ظل الدعوات التي تؤيدها الصين وروسيا بأن يكون للقارة السمراء صوت فى مجلس الأمن الدولي.