قال الكاتب الصحفي والإعلامي عادل حمودة، إن التمهيد للحرب الروسية الأوكرانية كانت برسومات ساخرة تحط من شأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التي كانت تصوره مهرجًا يقدم ألعابًا بهلوانية أمام الجنود الروس في قصره الرئاسي.
وأكد "حمودة" خلال تقديمه برنامج "وجه الحقيقة"، الذي يعرض على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن صمود الرئيس الأوكراني كان بمثابة المفاجأة الصادمة، إذ أذهلت مقاومته العالم، لافتًا إلى أن ذلك دفع مجلة "تايم" الأمريكية لتختاره شخصية العام.
وأضاف الكاتب الصحفي، "أن مجلة تايم فسرت اختيارها لزيلينسكي لتجربته في التمثيل التي تبين أن لها مزايا، فبحكم موهبته الفنية يتمتع زيلينسكي بالقدرة على التكيف، وأيضًا مدرب على الإمساك بأعصابه مهما كانت الضغوط، وهو كذلك يعرف كيف يقرأ الجمهور ويتفاعل مع مزاحه".
وتابع: "زيلينسكي بقي في مكانه رغم احتمال اغتياله، وأصبح من الصعب أن يهرب أحد من أتباعه وإلا اعتبروه خائنًا، لم يهرب رجل واحد في أوكرانيا، بل بحث الجميع عما يصلح أن يكون سلاحًا، سمع محرر مجلة تايم من قائد الجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني نظرية عسكرية لم تؤخذ في الحسبان".
وذكر : "نظرية عسكرية صاغها الرجال العاديون الذين يرتدون السراويل الرياضية ويحملون بنادق الصيد دافعوا بها عن بلاده حتى قدّم الغرب أسلحة دفاعية متطورة تجرب للمرة الأولى في الحروب، لكن تلك الأسلحة لم تأت إلى أوكرانيا إلا بعد أن صد شعبها الهجمات الروسية بصدور عارية، ولم يفاجئ زيلينسكي موسكو فقط وإنما فاجأ واشنطن أيضًا".
وأشار الكاتب الصحفي إلى أن الغرب خشي أن يقع السلاح الأمريكي المتطور في يد الروس إذا ما استسلمت العاصمة كييف بسهولة، لكن الغرب ضاعف من مساندته ماليًا وتسليحيًا بعد أن انفتحت شهية أوكرانيا للقتال، "ظل زيلينسكي شهورًا وهو يقلل من خطر الغزو الروسي واسع النطاق، وأنكر ذلك حتى بعد أن حذرت وكالة الاستخبارات المركزية من أن الغزو وشيك".
وواصل: "في المعارك منح زيلينسكي جنرالاته حرية القيادة معلنًا أنه يعطي الخبز لمن يطحنه ليركز على دوره السياسي، كان عليه إقناع العالم بأن أوكرانيا ستفوز مهما كان الثمن، وأمام مجلس النواب الأوروبي قال أثبتوا أنكم معنا، اثبتوا أنكم لن تدعونا نذهب بمفردنا، اثبتوا أنكم أوروبيون بحق، اثبتوا ذلك وستنتصر الحياة على الموت وينتصر النور على الظلام".
وأوضح الكاتب الصحفي عادل حمودة، أن الممثل الكوميدي أثبت أنه أقوى من حكام فروا ساعة الجد مثل الرئيس الأفغاني أشرف غني، ومثل الرئيس الأوكراني الأسبق فيكتور يانوفيتش، لكن الرئيس زيلينسكي لا يزال يرى مشوار النصر طويلًا ويحتاج إلى تضحيات بلا حدود.