مع تأرجح الولايات المتحدة على شفا حرب نووية مع روسيا، والتحذيرات القاتمة بشأن تغير المناخ، يعتقد الكثيرون أن هذه الأحداث قد تكون السبب في فناء البشرية.
لكن الأمراض حيوانية المنشأ لا تزال تمثل أكبر تهديد للبشرية - مسببات الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر - وفقًا لخبراء من جامعتي هارفارد ونيويورك.
وكتبت "آن ليندر" باحثة أسواق الحيوانات البرية بجامعة هارفارد، و"ديل جاميسون" عالم البيئة في جامعة نيويورك، افتتاحية لمجلة "ساينس" الأمريكية، ونشرتها صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أن الولايات المتحدة معرضة لخطر تفشى وباء حيواني المنشأ.
وعادةً ما يُنظر إلى إفريقيا والصين على أنهما الأماكن الأكثر احتمالية لانتشار الوباء - حيث ظهر كل من الإيبولا وماربورج وسارس وكوفيد. لكن الخبراء لفتوا إلى أن الولايات المتحدة هي أيضًا واحدة من أكثر البلدان المعرضة لخطر تفشي الأمراض حيوانية المنشأ، مع احتمال حدوث جائحة، لأنها واحدة من أكبر مستوردي الحيوانات الحية في العالم.
وتستورد الولايات المتحدة 200 مليون رأس سنويًا بقيمة 3 مليارات دولار. بينما تقدر قيمة الواردات في الصين بـ 945 مليون دولار. كما هناك أيضًا "نقاط عمياء'' في اللوائح الأمريكية، ما يترك النوافذ مفتوحة أمام أمراض الحيوانات لدخول البلاد وانتقالها إلى البشر دون أن يتم اكتشافها، ما قد يؤدي إلى تفشي المرض.
واتهم الخبراء الولايات المتحدة بأنها مهووسة للغاية بالتهديدات الخارجية مثل الإرهاب البيولوجي والتسريبات المعملية، بينما فشلت في مراقبة المخاطر في فنائها الخلفي عن كثب. ودعوا إلى إصلاح شامل للوكالات التنظيمية بما في ذلك وزارة الزراعة الأمريكية.
وقد حذر الخبراء بالفعل من أن تفشي الأمراض حيوانية المنشأ التالي يمكن أن يحدث في الصين - بسبب أسواق الأطعمة الرطبة - ورواندا والبرازيل - حيث يؤدي التوسع الحضري وتوسيع الزراعة إلى اتصال الناس بالحيوانات البرية التي كان من الممكن فصلهم عنها سابقًا.
لكنهم يحذرون أيضًا من أن تكساس - أحد أكبر منتجي اللحوم في العالم - يمكن أن تكون أيضًا مرتعًا لفيروسات خطيرة جديدة.
وحث الخبراء إلى إعادة هيكلة أساسية للطريقة التي تُدار بها واجهات التفاعل بين الإنسان والحيوان، وليس مجرد قيام الوكالات بعملها بشكل أفضل أو تغطية الفجوات.
وحذروا من أن العدوى يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر في أي مرحلة من مراحل سلسلة إمداد اللحوم - من منشأة التربية إلى الذبح وأين يتم استهلاكها.
وأشاروا إلى وجود مخاطر أكبر مع الحيوانات الحية المستوردة لأنها تأتي إلى الولايات المتحدة دون فحوصات الصحة والسلامة عند وصولها، ما يعني أنها قد تجلب أمراضًا جديدة إلى البلاد.
ووفق إحصائية نشرتها منظمة الصحة العالمية في 2020، تستأثر الأمراض المنقولة بواسطة النواقل بنسبة تزيد على 17% من الأمراض المعدية إجمالًا، وتتسبب في حصاد أرواح أكثر من 700 ألف شخص سنويًا.
وقفزت نسبة الأمراض المنقولة من الحيوانات إلى البشر في إفريقيا بحوالي 63 في المئة في العقد الماضي، مقارنة بفترة السنوات العشر السابقة، وفقا لتحليل لمنظمة الصحة العالمية، صدر في يوليو الماضي.