حذر خبراء صينيون من أن التسرب الكيميائي الذي نتج عن خروج قطار شحن عن مساره في ولاية أوهايو الأمريكية، قبل ما يزيد على 10 أيام، يشكل خطرًا جسيمَا على سلامة سكان المنطقة المتضررة، وآثاره قد تمتد لمدة 20 عامًا على الأقل.
ونقلت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، عن الخبراء اعتقادهم أيضا بأن الحرق الخاضع للسيطرة من قبل السلطات الأمريكية للغاز السام، يمكن أن يطلق المزيد من المواد الفتاكة في البيئة، وأضافوا أن هذا الأمر يكشف تمامًا الموقف غير المسؤول للحكومة الأمريكية تجاه صحة الناس.
وانتقدت الصحيفة تناول تلك الكارثة من قبل السلطات ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة، وقالت إن حقيقة وقوع مثل هذه الكارثة لأكثر من أسبوع دون الإبلاغ عنها على نطاق واسع، تعكس أيضًا اتجاهًا سامًا في الدائرة السياسية والإعلامية الأمريكية، المهووسين جدًا بخلق أعداء وهميين، وتضخيم التهديدات الخارجية مثل المنطاد الصيني، إنهم لا يولون سوى القليل من الاهتمام لنداءات شعبهم.
في 3 فبراير، خرج قطار يحمل مواد كيميائية سامة عن مساره في شرق فلسطين بولاية أوهايو. خرجت حوالي 50 عربة من عربات القطار البالغ عددها 150 عن القضبان، ما أدى إلى تسرب غاز "كلوريد الفينيل" ببطء في الهواء من خمس عربات قبل أن يشعلها الطاقم للتخلص من المواد الكيميائية السامة شديدة الاشتعال في بيئة خاضعة للسيطرة، مما أدى إلى ظهور عمود داكن من الدخان.
وذكرت الصحيفة أنه في اليوم التالي بعد خروج القطار عن مساره، حذر إنذار رسمي من أن السكان المحليين بحاجة إلى الابتعاد أكثر عن منطقة الكارثة. وبحسب ما ورد تم الحرق الخاضع للرقابة، وتم رفع أمر الإخلاء لسكان شرق فلسطين رسميًا في 8 فبراير، بعد أن زعمت السلطات أن مراقبة الهواء والماء في الوقت الفعلي لم تجد أي مستويات تلوث مثيرة للقلق.
لكن يخشى آخرون - وفق جلوبال تايمز- على صحتهم حيث تصاعدت المخاوف بشأن عواقب التسرب الكيميائي الذي تسبب في البيئة. ولجأ العديد من السكان الذين يعيشون بالقرب من المنطقة المتضررة إلى وسائل التواصل الاجتماعي للإبلاغ عن أعراضهم بعد الحادث، وأبلغ الكثير من الناس عن صداع في الرأس.
ونقلت الصحيفة عن طالبة صينية تعيش على بعد حوالي ساعتين بالسيارة من المنطقة المتضررة، إنها لم تشعر بعدم الراحة على الفور، لكنها الآن تعاني من التهاب الأنف والدوخة، وهو ما لم يحدث لها من قبل.
وقال أربعة طلاب صينيون في مدينة بيتسبيرج، التي تبعد حوالي ساعة واحدة عن شرق فلسطين بولاية أوهايو، إن الحكومة المحلية حاولت التخلص من خطر الحادث، إلا أن الجمهور يساوره الشكوك.
وأفاد أحد الطلاب الصينيين ولقبه شو، بأن الكثير من الناس يقومون الآن بتخزين المياه المعدنية، خوفا من أن تكون المياه ملوثة، حتى أن بعض المتاجر الكبرى نفد بها مخزون المياه المعبأة في زجاجات.
وقالت وكالة حماية البيئة الأمريكية، الأحد الماضي، بعد مراقبة الهواء، إنها لم ترصد ملوثات عند "مستويات مثيرة للقلق" في شرق فلسطين وما حولها، لكن السكان لا يزالون يشمون الروائح، وفق جلوبال تايمز.
وحتى أول أمس الاثنين، قامت وكالة حماية البيئة في أوهايو بفحص الهواء داخل حوالي 290 منزلًا في المنطقة المتضررة، وقالت إنها لم تكتشف "كلوريد الفينيل" أو "كلوريد الهيدروجين"، وهي غازات قد تتسبب في مشاكل تنفسية تهدد الحياة.
ونقلت "جلوبال تايمز" عن بينج ينج دينج، الخبير من مركز الإشراف الحكومي المركزي الصيني لحماية البيئة وإدارة الطوارئ، إن التسرب الكيميائي يشكل حادثًا خطيرًا للسلامة، وقد يفرض تهديدًا صحيًا "طويل الأمد" على سكان المنطقة المتضررة.
قال بينج إن "كلوريد الفينيل" شديد الاشتعال، مشيرًا إلى أنه إذا لم يتم حرق هذا الغاز تمامًا، فإنه سيطلق المزيد من "الديوكسينات" و"الفوسجين"، تلك المواد شديدة السمية. وأضاف إنه من الصعب للغاية تحلل "الديوكسينات" بشكل طبيعي، وبمجرد أن تتغلغل في التربة، قد تبقى هناك لعقود. وأشار إلى أن الحبوب التي تنتجها هذه التربة ستسبب السرطان والطفرات داخل أجسام الإنسان.