الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نافذة الأمل تضيق في العثور على ناجين.. وضحايا زلزال تركيا ينقبون عن المتاع

  • مشاركة :
post-title
أرشيفية

القاهرة الإخبارية - وكالات

في بلدة البستان التركية، جلس شاب فوق كومة من الخرسانة المنهارة وظل يحدق لنصف ساعة في فتحة صغيرة وسط ركام، ترقد تحته جثتا والدته وشقيقته، في منزل العائلة الذي تحول إلى طلل حزين، أعرض الشاب عن الكلام مكتفيًا بتسديد النظرات للثقب وسط الحطام، وقال أحد جيرانه يُدعى مصطفى بهتشفان: "أمه وشقيقته ما زالا تحت الأنقاض"، وفقًا لـ"رويترز".

وتمتزج رائحة الموت والجثث المتحللة بالهواء البارد المحمل بالغبار في بلدة البستان، التي كانت مركزًا لأحد التوابع القوية للزلزال المدمر، الذي أودى بحياة أكثر من 33 ألف شخص في تركيا وسوريا المجاورة قبل أسبوع.

وما زال عمال الإنقاذ يحاولون انتشال أحياء من تحت الأنقاض في بعض المناطق، لكن درجات الحرارة قارسة البرودة في البستان الواقعة بمنطقة جبلية، جنوب شرق تركيا، تجعل العثور على ناجين آخرين هنا احتمالًا صعب التصديق.

وكان السكان يحاولون انتزاع كل ما يمكنهم من وسط الركام حين زارت "رويترز" البلدة، أمس الأحد، بينما كانت الجرافات تتنقل بين الأنقاض.

وكان بهتشفان "32 عامًا" يملك متجرًا للهواتف المحمولة في شارع تحول إلى أطلال، وقال: "إنه عاد للتنقيب بين الأنقاض على أمل العثور على هواتف سليمة قد يتمكن من بيعها".

وقال بهتشفان: "هذا بيتنا"، مضيفًا بينما كانت زوجته وابنه البالغ من العمر 6 أعوام، يحتميان في مقهى قريب، "كان هذا من أكثر الشوارع نشاطًا، أما الآن فقد انتهى تمامًا".

وفي مكان آخر من الشارع، تسلق 4 أفراد من عائلة كومة أخرى من الأنقاض، في محاولة لانتزاع بعض من متاعهم ومتعلقاتهم.

وقال الأب بلال بولوكباشي: "نريد الحصول على بعض الطعام"، وشكلوا سلسلة بشرية لاستخراج كل ما يجدونه تحت الركام ونقله إلى الرصيف، الذي وضعت عليه أكياس اللحوم المجمدة وصناديق الطماطم المهروسة وبرطمانات الحبوب".

وفي جميع أنحاء البلدة، سار السكان حاملين هواتفهم مرفوعة لتوثيق ما حدث بالصور، وقال رجل "للذكريات".

وأجرى فريق من المهندسين المدنيين جولة على الطريق الرئيسي. وقال سافاس كارابولوت، عالم الزلازل من جامعة جبزه للتكنولوجيا، إنهم يتفقدون الأضرار لإعداد تقرير أكاديمي.

وأضاف أنه من خلال دراسة الأنقاض، يستهدف الفريق تقييم إذا ما كانت بعض المباني الجديدة قد أقيمت بما يتعارض مع لوائح البناء، منتقدًا الحكومة التي قال إنها فشلت في الاستجابة للتحذيرات من وقوع زلزال كبير.

وقال فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، أمس الأحد، إنه تم تحديد هوية 131 مشتبهًا بهم حتى الآن كمسؤولين عن انهيار بعض من آلاف المباني التي سويت بالأرض في 10 مقاطعات تضررت من الزلازل.

وقال مهندس اتصالات بعد جولة لتفقد الأضرار في المنطقة، إن البستان تضررت بشدة، مضيفًا "أصبحت كالجحيم".