على بعد أمتار من بنايتها التي أصبحت ركامًا بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وشمال غربي سوريا، وقفت والدة أحمد أمام بيتها المتهدم بمنطقة الغزيلات بجبلة السورية، لا تبرح مكانها وعينيها زائغتين صوب كل حركة يبديها الأهالي الذين يساعدون في عمليات الإنقاذ، علها تجد فلذة كبدها.
وعندما عثر الأهالي على "يد" دون جسد، لم يخطر ببالها أنها تخص ابنها، ليتقرر دفن اليد وحدها، ومع استمرار محاولات الإنقاذ ظهر جسد الشاب العشريني، لكن دون يد، فانتبهت الأم المكلومة، لتكتشف أنه ابنها، وعندها علمت لمن تعود "اليد" التي دفنوها قبل قليل، ليلحق جسده بيده، في مقبرة جماعية ضمت ضحايا الزلزال في المنطقة.
شعور مفجع أدى لانهيار الأم المكلومة بولدها، وهى ترى جثمان فلذة كبدها، يُوارى الثرى، فقدته في غمضة عين، لينضم لآلاف الضحايا في سوريا، الذين فقدوا حياتهم، فيما لا يزال آخرون تحت الأنقاض.
"دُفن على دفعات.. فلم يكتب له أن يدفن كجسد واحد"، يحكي الصحفي السوري محمد سليمان، القصة التي رصدها، بتلك المقبرة التي احتضنت ضحايا الزلزال.
وفي المنطقة، فقد الأهالي 39 ضحية، دفنوهم معًا، ووزعوا على قبورهم ورودًا، يسقونها دمعًا، وعلى شواهد وضعت عند رأس القبر كتبوا أسماء أحبتهم، حتى يعلموا أماكن دفنهم.
وختم حديثه: "العدد قابل للزيادة، مع مرور نحو 6 أيام على المأساة.. كل المفقودين نعتبرهم على قيد الحياة، لكن ما حدا بيطلع على قيد الحياة إلا بمعجزة ".