انتشل رجال الإنقاذ الإندونيسيون جثة امرأة يُعتقد أنها من عائلة مدرب كرة قدم إسباني وأطفاله الثلاثة الذين فُقدوا بعد غرق قارب سياحي قبل ثلاثة أيام.
عثر فريق الإنقاذ على الجثة، فجر يوم الاثنين، طافيةً قرب المياه الشمالية لجزيرة سيراي، على بُعد كيلومتر واحد تقريبًا من موقع الغرق.
وقال فطور رحمن، رئيس مكتب البحث والإنقاذ في ماوميري، إن أحد السكان المحليين هو من رصد الجثة أولًا.
وأضاف أن الجثة نُقلت إلى مستشفى في لابوان باجو، وهي مدينة تقع على مدخل حديقة كومودو الوطنية في شرق إندونيسيا، للتعرف عليها.
وتابع رحمن: "انضم أقارب الضحية إلى سيارة الإسعاف لضمان التعرف على هوية الجثة من خلال الإجراءات الطبية والشرعية".
عطلة تتحول إلى مأساة
وتحوَّلت عطلة عائلية في منطقة المنتزه إلى مأساة لمدرب فريق فالنسيا للسيدات (ب)، فرناندو مارتن، البالغ من العمر 44 عامًا، عندما غرق القارب الذي كان يقلّه وزوجته وأطفاله الأربعة وأربعة من أفراد الطاقم ودليل محلي، مساء الجمعة، إثر عطل في المحرك.
ويُعدّ منتزه كومودو الوطني موقعًا للتراث العالمي لليونسكو، ويشتهر بمناظره الطبيعية الوعرة وشواطئه البكر وسحلية كومودو المهددة بالانقراض. ويجذب المنتزه آلاف الزوار الدوليين لممارسة الغوص والرحلات الجبلية وجولات الحياة البرية.
وتم إنقاذ زوجة مارتن وأحد أطفاله، بالإضافة إلى أربعة من أفراد الطاقم ودليل محلي، في الساعات التي تلت الحادث. لكن مارتن وابنيه وابنته الأخرى، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و10 و12 عامًا، ما زالوا في عداد المفقودين.
وقال رحمن إن زوجة مارتن، أندريا، وابنتهما الصغرى، مار، والناجين الآخرين بصحة جيدة، وأن السلطات تُجري تحقيقًا في سبب الحادث.
وفي بيانٍ صدر عن نادي فالنسيا لكرة القدم عبر منصة "إكس"، أعرب عن تعازيه، واصفًا الفاجعة بأنها "خسارة فادحة" للنادي ومجتمعه.
وأعربت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (لا ليجا) عن دعمها الصادق في رسالة تضامن، كما قدَّمت أندية كرة قدم أخرى، من بينها ريال مدريد وبرشلونة، تعازيها.
واستمرت عمليات البحث، لليوم الرابع على التوالي، يوم الاثنين، عن بقية أفراد عائلة الغرق، وقد تم تعزيز الجهود بأكثر من 100 فرد، مدعومين من الشرطة والبحرية، الذين قاموا بتمشيط أربعة قطاعات باستخدام قوارب مطاطية وسفن بحرية وسفن إنقاذ، بمساعدة الصيادين المحليين والسكان. كما تم نشر غواصين.
وأوضح رحمن أن منطقة البحث قد تضاعفت عن المنطقة الأولية التي كانت تتركز في دائرة نصف قطرها 9 كيلومترات (5.6 ميل) من موقع الغرق، إذ عثرت فرق الإنقاذ على حطام القارب، وقد أجرى رجال الإنقاذ عمليات بحث مُكثَّفة في المياه المحيطة بجزيرة بادار، بما في ذلك بالقرب من الجزر الصغيرة: سيراي، وبينجاه، وباباجارانج، وسيابا بيسار، وجزيرة كاناوا الشمالية.
وواصل رحمن: "ما زلنا نركِّز على المناطق الساحلية وعمليات البحث تحت الماء رغم التيارات القوية والأمطار الغزيرة والأمواج العالية، وقد نفّذ الغواصون غطستين في المياه العميقة على عمق يتراوح بين 18 و28 مترًا، لكن لم يتم العثور على أي ضحايا إضافيين".
واختتم أن عمليات البحث توقفت، مساء الاثنين؛ بسبب سوء الأحوال الجوية وضعف الرؤية، وستُستأنف، صباح الثلاثاء، وينص القانون الإندونيسي على استمرار عمليات البحث لمدة سبعة أيام، ويمكن تمديدها إذا لزم الأمر.
إندونيسيا أرخبيل يضم أكثر من 17 ألف جزيرة، وتُعد القوارب وسيلة نقل شائعة فيها، ونظرًا لضعف معايير السلامة ومشاكل الاكتظاظ، تكثر الحوادث.